قال الله تعالى واعظا عباده لطلب الطهارة الحسية والمعنوية " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" وقال تعالي " والله يحب المطهرين".
معنى التطهير:
والتطهير هو الانتقال عن الشر إلى الأساس الذي يبنى عليه الخير وقد يمكن أن يسقط البناء ويبقى الأساس ولا يمكن أن يسقط الأساس ويبقى البناء.
فوائد ومواعظ:
1-ومن لم يتطهر قبل العمل فإن الشر يمنع العبد من منفعة الخير فترك الشر أولى بالعبد ثم يطلب الخير بعد.
2- النفس تجزع من التطهير وتفر إلى أعمال الطاعات لثقل التطهير عليها وخفة العمل بالطاعات بلا طهارة.
3- إذا كانت الطهارات متقدمة أمام العمل بالطاعات بعد خفته عليها لمكان الطهارة فالحاجة إلى معرفة الأسباب التي يطلب منها الخير وتوصل إلى الله شديدة.
4- من كانت له عناية بنفسه وخاف عليها التلف طلب لطائف الأسباب بدقائق الفطن وغوائص الفهم حتى يصل إليها فإذا وصل إليها تمسك بها وعمل عليها لأن المعرفة لآفات العمل تكون قبل العمل ومعرفة الطريق قبل سلوكه وحاجة العبد إلى معرفة نفسه وهواها وعدوه ومعرفة الشر أشد إن كان كيّسا وهو إلى ذلك أفقر إن كان فطنا معنيا بنفسه.
5- ليس العمل بكل الخير يلزم العبد والشر كله لازم للعبد تركه ومن ترك الشر وقع في الخير وليس كل من عمل بالخير كان من أهله.
6- معرفة العبد للشر فيها علم الخير والشر وليس في معرفة الخير العلمان جميعا لأن كل من ميّز الخير من الشر فعزله واعتزله فكل ما بقي بعد ذلك فهو خير كله وقد يمكن أن يعلم الخير ولا يحسن أن يميز ما فيه من الشر من الآفات التي تفسده وتبطله لأن الخير مشوب ممازج بالشر والشر شر كله.
اقرأ أيضا:
نسمع عن عذاب القبر.. ماذا عن نعيمه؟الشيطان يضل الناس بالخير وبالشر
الشيطان الخبيث هو عدو بني آدم، يريد ضلالهم عن الله كثيرا بالخير، وكثيرا منهم بالشر.
وإنما أضل من أضل منهم بالخير لقلة معرفتهم بما يمازج الخير من الشر فجهلوا معرفة ذلك وأوهمتهم أنفسهم أنهم على خير وهدى وطريق محبة وسبيل واستقامة وهم ضالون عن الله عادلون عن طريق محبته، وسبيل الاستقامة إلى الله وإنما ذلك من كثرة الآفات التي تلحق الأعمال وقلة علم العمال بها.