أخبار

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان

داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك

أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباح

هل تبحث عن السعادة.. حاول أن تكتشف نفسك وابدأ بهذه الحقائق

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)

ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟

كل ما يقربك من القرآن.. دعاء الحفظ وأسهل الطرق للوصول

حينما تأتيك المصائب فجأة وتشتد عليك الدنيا.. اقرأ هذه القصة

هل مارس النبي الرياضة؟ وماهي هوايته المفضلة؟

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 18 سبتمبر 2024 - 11:58 ص




مع اهتمام الملايين من البشر بدورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو باليابان هذه الأيام، ربما يظن بعض الناس أن الإسلام حديث عهد بالرياضة، وأنه لم تكن هناك رياضات كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة وصحابته من بعده، إلا أن المتابع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم سيعرف أنه كان محبا للرياضة، حتى أنه مارسها مع زوجته عائشة رضيالله عنها، حينما كان يسابقها في الحديث المشهور.

نعم القصة ثابتة صحيحة. رواها الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، ولفظ الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر. قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني. فقال: "هذه بتلك السبقة".

وفي لفظ: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال: "هذه بتلك" .

 وهذا منه صلى الله عليه وسلم من حسن خلقه مع أهله، وملاطفته لهم، وحسن المعاشرة، وفيه جواز المسابقة على الأقدام، وفيه إدخال الرجل السرور على زوجته بما يؤنسها، وهي سبقته في المرة الأولى؛ لأنها كانت فتاة شابة خفيفة لم تحمل من اللحم ما يثقلها، ويمنعها من قوة الجري؛ فلهذا سبقته، فصبر لها صلى الله عليه وسلم، فلما كان بعد مدة، وجاءت مناسبة أخرى سابقها، وكانت في هذه المرة قد حملت من اللحم، وسمنت وأرهقها اللحم يعني: أثقلها فسبقها في هذه المرة. فقال صلى الله عليه وسلم تطييبًا لخاطرها: "هذه بتلك"، يعني: هذه السبقة مني مقابل سبقتك الأولى لي؛ فحصل التعادل. وهذا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم.


الإسلام وممارسة الرياضة


وتاريخ الرياضة في الإسلام ثابت من خلال الأحاديث النبوية، فقد أخذت الرياضة في الإسلام وفي تاريخ المجتمعات الإنسانية عموما مكانة عالية تكشف لنا عن التصاقها بروح المجتمع مهما كانت ثقافته أو ديانته أو بيئته أو تاريخه، وانطلاقاً من هذه الحقيقة التاريخية يمكن القول إن الرياضة كانت ولا تزال وستظل تمثّل حاجة اجتماعية ضرورية للإنسان في كل زمان ومكان.

وكان كتاب (الرياضة والمجتمع) لأيمن أنور الخولي من أهم الكتب العربية التي ركّزت على العلاقة التاريخية بين الرياضة والمجتمع من أجل “استجلاء أبعاد المغزى الاجتماعي للرياضة”، حيث أكد في مقدمة عمله هذا أن الرياضة تعد من “الأنشطة الإنسانية المهمة، فلا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية من شكل من أشكال الرياضة، بغض النظر عن درجة تقدم أو تخلف هذا المجتمع”.

و بجولة سريعة في كتاب (الأربعون الرياضية: أربعون حديثاً في فضائل الرياضة) لمؤلفه محمد خير رمضان يوسف، نجده جمع الأحاديث الصحيحة المتعلقة بمختلف مجالات الرياضة، وبذلك استطاع أن يُقدّم لنا صورة عن مكانة الرياضة وأنواعها وفوائدها وأخلاقياتها في تاريخ الإسلام، والحقيقة أن المطالع للمصدرَيْن الأساسيَّيْن في الإسلام (القرآن الكريم والسنة النبوية) لا يحتاج أن يبذل جهداً كبيراً لكي يقف على آيات قرآنية أو أحاديث نبوية تشير إلى مكانة الرياضة وتحث الإنسان على ممارستها، ففي القرآن الكريم مثلاً نقرأ قول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}، (الأنفال 60).

 وفي الحديث الشريف نُطالع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير”.

 وقد اختلف المفسرون في تحديد المقصود بـ (قُوَّةٍ) في الآية القرآنية السابقة، فقال ابن عاشور (ت: 1393 هـ): “والقوة كمال صلاحية الأعضاء لعملها”، فيما قال الواحدي (ت: 468 هـ) بعد أن استعرض بعض الأقوال المختلفة: “قال أهل التحقيق الأولى أن يُقال هذا عام في كل ما يتقوَّى به على حرب العدو، ولا نخص شيئاً دون شيء”، كما اختلف علماء الحديث في معنى (القوة) المشار إليها في الحديث النبوي، فذهب النووي إلى أن المراد بالقوة عزيمة النفس في أمور الآخرة، فيما ذهب آخر إلى أنها تشمل عدة معانٍ.


 فوائد الرياضة


من أهم فوائد الرياضة إعطاء الجسم حقّه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن لجسمك عليك حقاً”، كما أن من مميزات وفوائد الرياضة في الإسلام أنها “ليست هدفاً في ذاتها، بل وسيلة للأعمال الصالحة والجهاد”، لذلك يحتاج الرياضي أن يسأل نفسه دائماً هل قام “بأعمال دعوية تناسب صحته وقوة جسده؟ وهل احتسب أيام تمرّنه وقدّم ثمارها للجهاد في سبيل دين الله ودفاعاً عن ديار المسلمين وأعراضهم”.

 ولعل من أهم فوائد ممارسة الرياضة أيضاً أنها تُكسبُ الإنسان القدرة على الدفاع عن نفسه وممتلكاته وعرضه ودمه وأهله وجيرانه، وقد استعرض المؤلف في هذا السياق الحديث النبوي: “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شيهد، ومن قُتل دون أهله فهو شيهد”.

 ثم أكد حاجة الإنسان إلى تعلّم بعض ألعاب الصراع والدفاع عن النفس، كما أشار إلى أن هذه الألعاب لها سلبيات حذّر منها الشرع، منها أن تُستَخدَم في غير موضعها الصحيح لإلحاق الضرر والأذى بالآخرين.

الرمي والسباحة وركوب الخيل


ولعل أفضل ما ورد في الأثر عن عمر بن الخطاب قوله : " علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"، ولا تقتصر فوائد الرياضة على ما سبق ذكره، بل هناك أيضاً فوائد أخرى عديدة، منها أن الرياضة تنقل الإنسان إلى عالم الفروسية، فتعلّمه بعض الألعاب والمهارات الشريفة، مثل: ركوب الخيل، والرمي واللعب بالحراب والرماح، والمبارزة، والصيد.

كما إن فوائد الرياضة تتعدد بتعدد أنواعها وأشكالها، ولهذا فإن ممارسة أي رياضة ستضيف فائدة جديدة للإنسان ينتفع منها جسمه وعقله.

 رياضات مارسها النبي وأخرى تجنبها


وتكشف لنا الأحاديث النبوية عن عدة أنواع من الرياضات في تاريخ الإسلام قد مارسها النبي صلى الله عليه وسلم.

وجاءت منها بعض مانعرفه من رياضات اليوم: رياضة المشي، ورياضة المصارعة، ورياضة الملاكمة، ورياضة المبارزة، ورياضة الصيد، ورياضة ركوب الخيل وتعلّم السباحة، ورياضة النفوس، ويمكن أن نشير إليها على النحو التالي.

 أولاً، رياضة المشي: تدخل تحتها عدة أنواع (المشي العادي، والهرولة، والجري)، وهناك المشي في مناسك الحج، والمشي إلى المساجد، والسير خلف الجنازة، وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء راكباً ماشياً فيصلي فيه ركعتين”، وفي حُمَّى يثرب أمر النبي أصحابه “أن يَرمُلوا ثلاثة أشواط، ويمشوا ما بين الركنين، ليرى المشركون جلدهم”.

 وقالت عائشة رضي الله عنها: “سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته ما شاء الله، حتى إذا رهقني اللحم فسبقني، فقال: هذه بتلك”.

 ثانياً، رياضة المصارعة: روى أبو جعفر بن محمد بن علي بن رُكانة عن أبيه أن رُكانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرَعه النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً، رياضة الملاكمة: جاء في الحديث: “إذا قاتل أحدكم أخاهُ فليتجنب الوجه، فإن الله خلقَ آدم على صورته”، وقد ذهب المؤلف إلى أن “هذا الحديث يدلّ على تحريم الملاكمة، لأنها قائمة على الضرب في الوجه”.

 رابعاً، رياضة المبارزة: ومن الأمثلة عليها المبارزة المشهورة التي حدث في غزوة بدر، حيث أمر النبي محمد ثلاثةً من أصحابه الشجعان: علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بمبارزة شيبة وعتبة ابنَيْ ربيعة والوليد بن عتبة.

خامساً، رياضة الصيد: جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن حكم الصيد، فقال للسائل: “.. وأما ما ذكرتَ أنك بأرض صيدٍ، فما صدتَ بقوسك فاذكر اسم الله ثم كُلْ، وما صدتَ بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثم كُلْ، وما صدتَ بكلبك الذي ليس معلَّما فأدركتَ ذكاته فكُل”.

 سادساً، ركوب الخيل وتعلّم السباحة: جاء في الحديث: “كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو وسهو، إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغَرَضين، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، وتعلم السباحة”.

سابعا: الرمي في الإسلام ومكانته وأحكامه وفوائده الدنيوية والأخروية، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي”.

وفي هذا السياق، نقل المؤلف تعليق الإمام النووي على الحديث السابق، حيث قال: “وفيه وفي الأحاديث بعده فضيلة الرمي والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى.. إلخ”، وهكذا يبدو جلياً أن السنة النبوية تدعو إلى تعلّم الرمي وممارسته، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على نفر من “أسلم” ينتضلون، فقال: “ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان”.

 ويكفي الرمي قيمة أنه من أسباب دخول الجنة، فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله لَيُدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، والممد له”، وهناك حديث آخر يشير إلى أفضلية الرمي على ركوب الخيل، نظراً للأدوار الكثيرة التي يؤديها السهم ولا يستطيع الفرس القيام بها، وقد أشار إلى بعض هذه الأدوار صاحب (مغني المحتاج) وصاحب (بغية المشتاق في حكم اللهو واللعب والسباق) .

ويمكن أن نفهم من بعض الأحاديث النبوية أن اللهو بالسهم يُعدّ لهواً هادفاً ونبيلاً ومطلوباً، فقد جاء في الحديث: “ستُفتحُ عليكم أرضون، ويكفيكم الله، فلا يَعجز أحدكم عن أن يلهو بأسهمه”.

 ولعل مما يؤكد قيمة الرمي أكثر أن نسيانه يعتبر من الأمور غير المحبّبة شرعاً، حيث جاء في الحديث: “من عَلمَ الرمي ثم تركه فليس منا (أو قد عصى)”.



الكلمات المفتاحية

رياضات مارسها النبي وأخرى تجنبها الرمي والسباحة وركوب الخيل فوائد الرياضة الإسلام وممارسة الرياضة هل مارس النبي الرياضة؟ وماهي هوايته المفضلة؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مع اهتمام الملايين من البشر بدورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو باليابان هذه الأيام، ربما يظن بعض الناس أن الإسلام حديث عهد بالرياضة، وأنه لم تكن هناك ر