ابتلى جماعة من الناس خاصة فيمن أطلقوا النظر إلى الغلمان المردان، بالتعلق وعشقهم، ما تسبب في سقوط مروءتهم بين الناس.
وقد حذر العلماء من إطلاق النظر إلى الغلمان خاصة أصحاب الحسن والجمال منهم.
خطورة النظر للغلمان:
1-يقول أبو حمزة الصوفي: كان عبد الله بن موسى من رؤساء الصوفية ووجوهم فنظر إلى غلام في بعض الأسواق فابتلي بالتعلق به وكاد يذهب عقله عليه صبابة وحبا.
وكان يقف في كل يوم على طريقه حتى يراه إذا أقبل وإذا انصرف فطال به البلاء وأقعده عن الحركة فكان لا يقدر أن يمشي خطوة فأتيته يوما لأعوده فقلت يا أبا محمد ما قصتك وما هذا الأمر الذي بلغ بك ما أرى؟!
فقال: أمور امتحنني الله تعالى بها فلم أصبر على البلاء فيها ولم يكن لي بها طاقة ورب ذنب استصغره الإنسان هو أعظم عند الله من جبل ثبير وحقيق لمن تعرض للنظر الحرام أن تطول به الأسقام ثم بكى.
فقلت ما يبكيك: قال أخاف أن يطول في النار شقائي.. فانصرفت عنه وأنا راحم له لما رأيت به من سوء الحال.
2- يقول عالم اللغة نفطويه : دخلت على الفقيه الظاهري محمد بن داود الأصبهاني في مرضه الذي مات فيه فقلت: كيف تجدك فقال حب من تعلم أورثني ما ترى فقلت ما منعك من الاستمتاع به مع القدرة عليه.
فقال أما النظر المباح فأورثني ما ترى وأما اللذة المحظورة فإنه منعني منها ما حدثني به أبي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وأدخله الجنة.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟فائدة مهمة عن النظر للغلمان:
فإن قال قائل: قد صرح هذا الرجل بأن النظر مباح فما تقول في ذلك؟!
فالجواب أنه إنما يباح النظر إلى الأمرد مع عدم الشهوة فإن عدمت لكنه يخاف أن تثور بالنظر ففيه وجهان.
ومتى كان الطبع صحيحا فالشهوة قائمة والتحريم ملازم فمن ادعى أنه لا يشتهي فهو كذاب فلو قدرنا صدقه كان بهيمة لا آدميا وظاهر قول ابن داود يدل على أنه لم ير النظر محرما.
ولقد أخطأ ابن داود في ذلك وجر عليه خطؤه التلف بعد اشتهاره بين الناس وافتضاحه حتى كان الفقيه أبو العباس ابن سريج إذا ناظره يقول له عليك يا ابن داود بكتاب الزهرة - سخرية منه ولو أن هذا الرجل غض بصره أول مرة لتخلص لكنه لم ير أن الحرام سوى الفاحشة.
حكاية عجيبة:
حكي أن أبا بكر بن داود الأصبهاني كان يدخل الجامع من باب الوراقين فلما كان بعد مدة عدل عنه وجعل دخوله من غيره.
يقول أحد معاصريه: وكنت مجترئا عليه فسألته عن ذلك فقال يا بني السبب فيه أني في الجمعة الماضية أردت الدخول منه فصادفت عند الباب حدثين يتحدثان وكل واحد منهما مسرور بصاحبه فلما رأياني قالا أبو بكر قد جاء فتفرقا فجعلت على نفسي أن لا أدخل من باب فرقت فيه بين مؤتلفين.