للأسف كثر خلال الفترة الأخيرة، أصحاب الخلق السيء، تراهم يسبون الناس دون حيطة أو حذر، بل ويصل الأمر حد التعدي على أحدهم، كنوع من تبيان مدة قوته، إلا أنه ينظر إليه على أنه (بلطجي)، رغم أنك لو سألت عليه لوجدته مسلمًا.. فكيف ذلك؟.. إذ كيف بشخص يتبع رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، والذي كان خلقه القرآن وأسلم الناس صدرًا، وأزكاهم نفسًا، وألينهم معاملة وتواصلا، وأكرمهم يدًا، وأحسنهم سلوكاً وخلقًا.. كيف بمن يتبع هذا النبي الأعظم وصاحب هذا الخلق العظيم، أن يكون مثالا للخلق السيء؟!
فقد كان رسول الله صلى عليه وسلم أحسن الناس خلقًا، وأطيبهم عشرة، وقد وصفه سبحانه بذلك فقال «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، (القلم:4)، فما من خصلة من خصال الخير إلا ولرسول صلى الله عليه وسلم أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها ، وقد وصف الصحابة حسن خلقه صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة ».
نبي الرحمة
أيضًا كان من أعظم صفاته صلى الله عليه وسلم، أنه رحيمًا بالناس، قال تعالى في وصفه له عليه الصلاة والسلام: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران 159)، فكيف بمثل هذا أن يتبعه صاحب خلق دنيء وسيء؟.. ففي معاشرته لأصحابه هناك العديد من القصص التي تؤكد حسن خلقه الشديد، فقد كان يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ويقبل الهدية ممن جادت بها نفسه و يكافئ عليها.. كما كان عليه الصلاة والسلام يؤلف صحابته ولا ينفرهم، ويتفقدهم ويعودهم، ويعطى كل من جالسه نصيبه من العناية والاهتمام، حتى يظن جليسه أنه ليس أحد أكرم منه، وكان ولا يواجه أحداً منهم بما يكره، وفي ذلك يقول سيدنا أنس رضي الله عنه : «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي أف قط، وما قال لي لشيءٍ صنعته لم صنعت هذا، ولا شيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا».
الابتسامة أفضل
فيا من تلتقي الناس دائمًا بغضب أو بضيق في صدرك، هلا جربت يومًا أن تلتقيهم بابتسامة، فرسولك صلى الله عليه وسلم لم يكن أبدًا يلتقي الناس إلا والابتسامة تزين وجهه الكريم، فقد ذكر عبد الله بن جرير البجلي رضي الله عنه معاملة النبي صلى الله عليه وسلم له فقال : « ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً».
اقرأ أيضا:
نساء خطبهن النبي ولم يتزوج بهن