أخبار

شرب الكحول يتسبب في 6 أنواع من السرطان

لا تفوتك.. 7 نصائج لتجديد نشاطك والتخلص من التعب

الرقية الشرعية للأطفال دون اللجوء لأحد من الناس

سخره لك من قبل أن تولد.. تعرف على بعض آيات الله في الكون (الشعراوي)

أعمال تفتح لك أبواب السماء وتسهل لك الطريق

من هم السلف الصالح.. وما علاقتهم بالمذاهب الأربعة؟

عقوبة المستهزئين والخوض في أعراض الصحابة

لكل عروس مهر.. ما المهر الذي دفعه أبونا آدم لأمنا حواء؟

سنة نبوية تجعل لك احتراما بين الناس.. فكيف تزين بها كلامك؟

توزيع المال على الفقراء في المنام

بركة الكسب الحلال.. أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة

بقلم | أنس محمد | الاحد 29 سبتمبر 2024 - 11:08 ص


من أكثر الأشياء التي تمحق البركة من أرزاقنا، وتجلب التعاسة علينا، هو الفساد في طلب الرزق، وعدم تحري الحلال، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء» [رواه الطبراني في الأوسط].

أمر يطلب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطب الإنسان مطعمه، بأن يكون الطعام حلالاً، ومعنى هذا أن يكون مصدر الدخل حلالاً ليس فيه شيء من الرشوة أو السرقة أو الاختلاس أو الاغتصاب أو التدليس أو الغش، ويكون أيضا بعيدا عما حرم الله من المطعومات كالخمر والخنزير والميتة والدم المسفوح، قال تعالى : (قُل لاَّ أَجِدُ فِى مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [الأنعام :145].

بل إن قصة آدم عليه السلام في القرآن بينت نكد أكل الطعام المخالف وجعلته سببًا للطرد من الجنة قال تعالى : (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [الأعراف :22].

لذلك يقول الحسن البصري رضي الله تعالى عنه : «كانت بلية أبيكم آدم أكله، وهي بليتكم إلى يوم القيامة»، فإن كان الطعام من مال حلال، وهو مما أحل الله من المطعومات دخل الطاعم حد استجابة الدعاء.

ونرى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تزكية النفس من طيب المطعم حيث ذكر : (الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء : يا رب. يارب. ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له) [رواه مسلم].

ويجعل الله سبحانه وتعالى من محاسن الأخلاق إطعام الطعام، فيقول سبحانه : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) [الإِنسان :8 ، 9]، فإطعام الطعام الطيب الحبيب إلى النفس -ولابد أن يكون بهذه الصفة- من صفات الذين يحبهم الله.

 بل جعل الإطعام طريقا لتكفير الذنوب واشتراط أن يكون من أحسن الطعام وأعلاه، قال تعالى في كفارة اليمين : (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) [المائدة :89]، وأوسط معناها أعلى، كما في قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة :143]، بل لابد من أن يكون حلالا له مذاق هو من أحسن ما يطعم الإنسان به أهله.

 ومن رفض هذا المنهج، وسار مسرفًا في أكله، ولا يبالي من أين كسب رزقه، ولا يبالي بطيب مطعمه، ولا يطلب استجابة الدعاء والخلق الحسن، فإنه يكون قد وضع نفسه في دائرة الترك، وفلسفة الترك في القرآن عظيمة، ولها منهجها نلحظها في مسألة الطعام، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى : (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) [الحجر :3]، ولعلنا نتوسع في بيان فلسفة الترك، وموقف القرآن منها؛ لأنها نافعة للمسلم في عصرنا.

فعلينا إذا أن نرجع إلى الطعام الحلال، حتى نقضي على الشر في أنفسنا، والفساد في مجتمعاتنا والاختلال في العالم. دعوة قد يراها بعضهم بعيدة، ولكن علينا أن نسعى، وليس علينا إدراك النجاح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل، والرجلين، والنبي وليس معه أحد» [رواه مالك في الموطأ وابن حبان في صحيحه] .


ماذا يعني الكسب الحلال؟


الكسب الحلال أن يحصل الإنسان على رزقه من السبل والطرق التي أحلها واجازها له الله عز وجل، فالإنسان بطبيعته يلهث دائمًا نحو الرزق والمال، وهذا حقٌ مشروعٌ له، فمن دون العمل والمال، لن يستطيع أن يتمتع بما في هذه الدنيا من خير، ولكن عليه أن يحرص أيضًا أن تكون مصادر الرزق التي يحصل من خلالها على ما يريد من المال مصادر خير وصلاح، وتأتي بالنفع والخير للبشرية، ولا تسبب الضرر لأي أحد، فهذا كله يجعل رزقه كسبًا حلالًا.

 فالله عز وجل أمر الإنسان بالسعي في الأرض وطلب الرزق، ولكن أمره أيضًا بالكسب الحلال، وتوعَّد بالعذاب الأليم كل من تسوِّل له نفسه سلك الطرق غير المشروعة في كسب الرزق.

 كما أن السعي الحلال يجلب البركة، فالله عز وجل وعد المؤمن أنه سيبارك في رزقه ويفتح أمامه الباب تلو الباب ما دام يتوخى الرزق الحلال، ويطلب رضا الله عز وجل، ويبتعد عن الحرام، مهما كانت المغريات أمامه.

كيف تسعى للكسب الحلال؟


تقوى الله، فعلى المؤمن أن يحرص على تقوى الله عز وجل في كل حركة من حركاته، وأن يجعل مخافة الله نصب عينيه في كل عمل أو قول يصدر منه.

 التوبة والاستغفار، إذ يجب على المؤمن أن يتوب عن كل ذنب اقترفه، وأن يلتزم الاستغفار طوال الوقت ليغفر الله سيئاته صغيرها وكبيرها، وما أدرك منها وما لم يدرك، فالاستغفار مفتاح الرزق، قال تعالى : ” وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ “

 الإلحاح في الدعاء، فالله عز يحب أن يسمع صوت عبده وهو يدعوه، ويتقرب له في طلب حاجته، ويسأله إياها، ويتذلل له في طلبها، في الوقت الذي يكون فيه عزيز النفس مع الناس لا يطلب ولا يسأل، فهو على يقين تام بأن الله لن يضيع أجر من أحسن العمل، ولن يرد يدًا امتدت له بالدعاء.

 التوكل على الله عز وجل، فالمؤمن مطالب بأن يفعل كل ما عليه فعله، وأن يخلص في عمله ويجتهد في الوصول، ومن ثم يتوكل على الله، ويعتمد عليه، وينتظر تدبيره، أي أن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ومن ثم يعتمد على الله وكأنها لم تكن بشيء.



الكلمات المفتاحية

أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة كيف تسعى للكسب الحلال؟ ماذا يعني الكسب الحلال؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من أكثر الأشياء التي تمحق البركة من أرزاقنا، وتجلب التعاسة علينا، هو الفساد في طلب الرزق، وعدم تحري الحلال، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «