نحن مقيمون في أوروبا، وصلاة العشاء الساعة: 11,39 -أي قرب منتصف الليل-، وصلاة المغرب الساعة: 9,15، فيجمع زوجي بين المغرب والعشاء؛ لأنه يستيقظ لعمله مع صلاة الفجر -الساعة 3-، وأكون مرهقة جدًّا، ولا أستطيع انتظار صلاة العشاء، فهل لي أن أجمع المغرب والعشاء؟ خاصة أنني لن أستطيع القيام للفجر إذا انتظرت حتى وقت صلاة العشاء، وإذا قمت أكون مرهقة جدًّا جدًّا، وأصلي بقلة خشوع.
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: لا حرج عليكم في الجمع بين المغرب والعشاء في الحالة المذكورة؛ بشرط أن لا يُتخذ ذلك عادة، وإنما يكون بقدر الحاجة والمشقة، فمتى زالت المشقة، امتنع الجمع.
فإذا كنت تجدين حرجا ومشقة معتبرة في أداء العشاء في وقتها، فلا بأس عليك في جمعها مع المغرب جمع تقديم، لكن يشترط لجواز هذا الجمع أن لا يتخذ عادة مطردة على الدوام، وإنما يفعل بقدر الحاجة والمشقة، فمتى زالت المشقة امتنع الجمع، وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في الفتاوى: عن بلاد يتأخر فيها مغيب الشفق الأحمر الذي به يدخل وقت العشاء ويشق عليهم انتظاره؟ فأجاب بقوله: إن كان الشفق لا يغيب حتى يطلع الفجر، أو يغيب في زمن لا يتسع لصلاة العشاء قبل طلوع الفجر، فهؤلاء في حكم من لا وقت للعشاء عندهم، فيقدرون وقته بأقرب البلاد إليهم ممن لهم وقت عشاء معتبر، وقيل يعتبر بوقته في مكة، لأنها أم القرى.
وإن كان الشفق يغيب قبل الفجر بوقت طويل يتسع لصلاة العشاء، فإنه يلزمهم الانتظار حتى يغيب، إلا أن يشق عليهم الانتظار، فحينئذ يجوز لهم جمع العشاء إلى المغرب جمع تقديم دفعاً للحرج والمشقة، لقوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ـ ولقوله: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج ـ وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر، قالوا: ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته، أي لا يلحقها الحرج بترك الجمع.
اقرأ أيضا:
هل يجوز للمحدث حمل المصحف ولو بحائل؟اقرأ أيضا:
كل ما تريده عن طريقة الدفن الشرعي وكيفية إدخال جسد المتوفى إلى القبر