الإسلام دين النظافة بل إن النظافة والتطهر عنوان هذا الدين؛ ولذا صرح الله تعالى في أكثر من آية أنه يحب التوابين ويحب المتطهرين.
الإسلام دين النظافة:
وقد شرع الإسلام تشريعات كثير تؤدي لهذا الجانب (الطهارة) فالوضوء والاغتسال والتطهر وغسل اليدين بقل الأكل وبعده وغير ذلك كلها تحفظ على الإنسان صحته كما هي التزام بتشريعات السماء، ومن ثم ينال المحافظ عليها الأجر والثواب.
ومن تشريعات الإسلام الراشدة في هذا الجانب أنه دعا لئلا ينام المرء وفي يده آثار أكل لحم ولا يغسل يده نه بفعله هذا يعرض نفسه لأشياء كثيرة تضره، فقد روى هذا الحديث أبو داود، والترمذي، وابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ بَاتَ وَفِي يَدِهِ رِيحُ غَمَرٍ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ. وهو قريب من لفظ ابن حبان الذي ذكرته.
معنى الغمر:
وقد بيّن معنى (غمر) المناوي في فيض القدير حيث قال: ( وفي يده غمر ) بفتح الغين المعجمة، والميم بعدها راء: ريح لحم، أو دسمه، أو وسخه. زاد أبو داود: ولم يغسله.
وقال الملا علي القاري -رحمه الله- في مرقاة المفاتيح، مبينا معنى بقية الحديث: وقوله: (فأصابه شيء) عطف على بات، والمعنى: وصله شيء من إيذاء الهوام، وقيل: أو من الجان؛ لأن الهوام، وذوات السموم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه، وقيل: من البرص ونحوه؛ لأن اليد حينئذ إذا وصلت إلى شيء من بدنه بعد عرقه، فربما أورث ذلك. (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه مقصر في حقه.
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح: قَدْ يَتَعَيَّن النَّدْب إِلَى الْغَسْل بَعْد اللَّعْق لِإِزَالَةِ الرَّائِحَة، وَعَلَيْهِ يُحْمَل الْحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيح عَلَى شَرْط مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ: "مَنْ بَاتَ وَفِي يَده غَمْر وَلَمْ يَغْسِلهُ، فَأَصَابَهُ شَيْء، فَلَا يَلُومَن إِلَّا نَفْسه" أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ دُون قَوْله: "وَلَمْ يَغْسِلهُ".
وبهذا يتبين أنكيف أن الإسلام يحافظ على أتباعه ويحفظ عليهم دينهم وصحتهم حتى لا يتعرضوا لأضرار تؤذيهم.