تعد سورة المزمل من السور المكية التي نزلت بمجموعة من الأوامر الإلهية للنبي صلى الله عليه وسلم، ليسير على دربه المؤمنون الأتقياء، الذين ذكرت السورة صفاتهم، وما يملأ قلوبهم.

وقد نزلت السورة الكريمة بالنداء على النبي صلى الله عليه وسلم، بـ "يا أيها المزمل" وهو هو نداء عطف ورحمة، وذلك لما بدر من قريش من اتهامات له ، حينما اجتمعوا في دار الندوة، وألقوا بأكاذيبهم وتهمهم الباطلة ، حيث قال بعضهم انه ساحر وقال البعض الاخر بأنه مجنون واتهمه اخرون بأنه يفرق بين المرء وزوجه ومنهم من قال في حقه بأنه كاهن، وعندما بلغ الأمر لنبينا صلى الله عليه وسلم قام وتزمل وتدثر في ثيابه، وعندها أنزل عليه نبي الوحي جبريل قوله سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} ، وهذا يرجع الى سبب تسمية السورة بسورة المزمل.

ونصت الأوامر الإلهية في سورة المزمل على ما يضمن راحة المؤمن وسلامته سواء كان في الدنيا أم في الاخرة ، فلن يصح لمن يعصى الله ويخالفه أن ترد وتحل عليه بركة القران وثوابه ، لذا اتبعوا أوامر الله التي وردت في كتابه وسنة نبيه، وذلك حتى تحل عليكم بركته.

اقرأ أيضا:

مصير محتوم وجزاء معلوم.. ما عاقبة كل من يشتغل بالسحر في الدنيا قبل الآخرة؟ (الشعراوي يجيب)

ومن فضل قراءة سورة المزمل لقضاء الحاجة وجلب الرزق:

ورد عن التابعين في فضل سورة المزمل انهم كانوا يقومون بقرائتها بعد انتهائهم من صلاة الفجر ، ثم يقوموا بسؤال الله عن حاجاتهم ، ثم يعطيعم الله بفضله إن شاء .

ودعت سورة المزمل إلي قيام الليل كله ، أو بعضه ، كما أوضحت فضل قيام الليل في تقريب العباد إلى خالقهم، وأن أفضل وقت يستجاب فيه الله لعبده هو أثناء قيام الليل خاصة في الثلث الأخر منه، لأن الذي يهجر فراشه ويحارب لذة النوم، هو عبد مخلص لا رياء في عبادته، فهو عبد اختلى بربه بعيد عن أعين الناس، وهذا يعتبر من أسمى معاني العبودية، وقد مدح الله هؤلاء حيث وصفهم بانهم خاصته في الأرض ، كما أثنى عليهم في كتابه الكريم بقوله تعالى{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)}، فقيام الليل يورث اطمئنان القلب وسكينة الروح ونور الهداية.

و ذكرت السورة الكريمة بعض قصص الأقوام الهالكة ، بسبب تكذيبهم الرسل ، والتي هي عبرة لنا حتى نتدبر ولا نقع في شركهم.

 ونبهت المزمل على ضرورة القيام بالأعمال الصالحة ، فهي سبب من أسباب التقرب الى الله كما ان فضل العمل الصالح عظيم عند الله

و أبرزت السورة أيضا احداث يوم القيامة ، من اهوال وتحديد مصائر الناس ، حتى تحفزنا على القيام بالعمل الصالح دوما حتى نفوز بهذا اليوم.

كما دعت السورة للصبر عند الشدائد، واللجوء إلى الله.