على الرغم من جفاف سطحه وتربته، حيث انعدمت البحيرات والمحيطات وجميع مظاهر الحياة بشكل كامل، إلا أن طبيعة كوكب المريخ تثير اهتمام علماء الفضاء.

وتحاول البعثات الفضائية جاهدة العثور على أي مظهر لوجود حياة حالية أو سابقة على كوكب المريخ، حيث أرسلت العديد من الدول مسابير وروبوتات علمية استكشافية علميه بهذا الهدف كروسيا وأمريكا والصين، لدراسة إمكانية فرص الحياة عليه.

وعلى الرغم من الأتربة القاحلة المنتشرة على الكوكب الأحمر، لكن الصور الأخيرة التي التقطتها مركبة تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية كانت مثيرة جدا بسبب وجود عدد من الحفر لا وجود لمثيل لها على كوكب الأرض.

وبحسب موقع "sciencealert" العلمي، الذي نشر تقريرا عن الصور التي اعتبرتها غريبة جدا لا مثيل لها ملتقطة من سهل بركاني مشوه بفوهات الصدمة، بحسب تعبير العلماء.

ويعتقد العلماء أن هذه الأشكال ظهرت بسبب ووجود سهل بركاني بعد انهدام مواد تحت سطح الأرض، حيث من الممكن أن تساعد هذه الصور العلماء على فهم طبيعة الأتربة والمواد في داخل الكوكب.

الزراعة في المريخ 

وفي سياق ذي صلة تناولت دراسة حديثة نُشرت بدورية "فرونتيرز" إمكانية القيام بعملية الزراعة على سطح المريخ كما نقوم بها حاليا على كوكبنا منذ نشأة كل الحضارات والتجمعات البشرية؟، حيث أجرى باحثون من جامعة فاخينينجن، ومعهد الأبحاث النووية في جامعة دلفت للتكنولوجيا في هولندا، تجارب عملية لاستبيان إمكانية زراعة نباتات على الكوكب الأحمر.

 نينك تاك، طالبة البكالوريوس بجامعة دلفت للتكنولوجيا، حاولت التحقق من تأثير أشعة غاما، كما تم تسجيلها بواسطة مسبار المريخ "كيريوستي" على نوعين من المحاصيل: حب الرشاد (أحد أنواع الجرجير)، والجاودار (شبيه بالقمح ويستخدم في صناعة الخبز).

وتقول تاك: "نظرا لأن الإشعاع على المريخ أعلى بكثير منه على الأرض (230 ميكروغرام/يوم، حوالي 17 مرة أعلى من الأرض)، فقد تم إجراء التجربة وفقا لاحتياطات السلامة الصارمة.

قبل إجراء التجربة رجح العلماء أن نسبة الإشعاع المرتفعة، قد تؤثر على نمو المحاصيل في البيوت الزجاجية على سطح المريخ، مما قد يجعل استقرار البشر أكثر تعقيدا.

استخدام أشعة جاما

وأجرى الباحثون التجربة بالمحاكاة لمستويات الإشعاع الموجودة على سطح المريخ، حيث تعرضت النباتات باستمرار لمدة 28 يوما لمجال إشعاع مماثل لمستوى نظيره الموجود على سطح المريخ، ثم تم حصادها بعد ذلك.

وبحسب الدراسة، تم استخدام أشعة جاما فقط، حيث يتكون الإشعاع الكوني على المريخ من أشعة ألفا وبيتا جاما والأشعة فوق البنفسجية، لذلك لا تزال هناك اختلافات، لكن الجرعة كانت تقريبًا مماثلة لتلك التي من المحتمل أن يتعرض لها النبات على المريخ.

وعلى الرغم من أن نسب الإنبات لم تتأثر بالإشعاع، إلا أن هناك تأثير سلبي كبير ظهر على نمو نوعي المحاصيل، إذ انخفض بشكل ملحوظ نمو الكتلة الحيوية بنسبة 32 بالمئة في نبات "حب الرشاد"، و48 بالمئة لنبات الجاودار خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الإنبات.

حلول مقترحة

بعد رصد التأثيرات السلبية التي تعرضت لها النباتات، استطاع الفريق البحثي التوصل إلى أحد خيارات حماية النباتات من الأشعة الكونية الضارة، من خلال استخدام ضوء النهار الطبيعي مع إضافة مصابيح LED.

تقول نينك تاك: "الآن بعد أن أصبح بمقدورنا توقع تأثيرات سلبية على نمو النبات بسبب الإشعاع على المريخ، يتوجب علينا حماية النباتات، حيث يتمثل أحد الخيارات لدينا في زراعة النباتات تحت سطح المريخ، داخل قبة؛ حيث لا يستطيع معظم الإشعاع اختراقها، ما يمكن الاستفادة منه أيضًا في حماية البشر أيضًا".

وتتابع: "تعد الزراعة تحت الأرض على الكوكب الأحمر بمثابة تحدٍ أكبر من زراعة النباتات في البيوت الزجاجية على السطح، ولكنه أيضًا يجعل الحياة أسهل حيث يمكننا زراعة النباتات في ظل ظروف خاضعة للسيطرة الكاملة، باستخدام ضوء LED.

وتوضح تاك: "كان هذا هو السبب في أننا بدأنا التجارب الأولى الآن في مخبأ للحرب الباردة في أرنهيم بالقرب من فاخينينجن، تحت سطح المريخ ولكن في محيط محكم بالكامل".

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة