مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
ما أراه أنك قابعة في إحدى مراحل الصدمة، وهي الإنكار، فأنت لا زلت غير مصدقة أن هذا هو ما حدث وأن الطلاق قد تم، وأنه هو من طلب هذا، وأنه لا يعيبك في شيء ولا ينتقص منك، ربما حدث استعجال أثناء فترة الخطوبة ولم تتضح الصورة الكاملة للتناسب والانسجام بينكما، لذا حدث ما حدث.
أما عدم قدرتك على النسيان، فأعذرك كثيرًا، وأتعاطف معك، وأقدر مشاعرك، ففي العلاقة الزوجية على وجه الخصوص يكون الأمر قاسي وصادم بقدر قرب العلاقة وحميميتها الجسدية والروحية، فملمس بشرة الشريك ورائحته وصوته كل هذا يختزن في الدماغ ويتغلغل في النفس، لذا فالفراق يكون نزعًا لأشياء توطنت، وسكنت في الداخل.
أمر صعب وقاسي، لكنه ممكن ومن الضروري أن يحدث، للتعافي، وتذكر أن سماته كشخص هاديء ولطيف لم تساهم في إيجاد علاقة ناجحة بينكما، لذا فهي تخصه ونفعها يعود عليه وحده.
عزيزتي..
على الرغم من هذا كله، لابد أن نعيش، وأن نقبل ما حدث، وأن ندرك أننا لسنا وحدنا من يمر بمثل هذا، فهو قائم منذ بداية الخليقة حتى تقوم القيامة، وأن ما حدث هو الأفضل لنا وحدث لحكمة سندركها لاحقًا.
أنت تستحقين الحياة، والتقدير، والاحترام، والاهتمام، والقبول غير المشروط، هذا ما يجب أن تصدقي فيه، وأن تمنحيه لنفسك، فما لم يحدث هذا لن تجدين أحدًا من الناس يقدمه لك على الرغم من استحقاقك له.
القبول يا عزيزتي هو أولى خطواتك نحو التعافي.
وهذا التعافي ضرورة، لا رفاهية، وبعد القبول أو معه لابد لك من الحفاظ على روتين حياة ثابت، يشغلك، وينظم حياتك، ويستهلك طاقتك لما فيه النفع لك، مع الاحتماء بدوائر آمنة من العلاقات مع أصدقاء أو العائلة أو كلاهم.
وأخيرًا، إعادة النظر في الخروج من العلاقة بناء على التقبل بإدراك أنك لست ضحية ولا هو معتدي مجرد علاقة فاشلة،
وهذا ما لم يكن هناك "عنف" تمت ممارسته عليك سواء كان جنسي أو نفسي أو جسدي، كما ذكرت.
هكذا تتعافين من العلاقة الفاشلة يا عزيزتي.
ولا بأس من طلب مساعدة نفسية متخصصة إن وجدت نفسك غير قادرة على التعافي بمفردك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.