جميعنا يتمنى من الله عز وجل أن يثبت قلبه على دينه، وهذه الغاية كانت من أهم ما يدعو به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، لأن ثبات القلب مفتاح لتماسك الإنسان، ومواجهة أي أعاصير حياتية.
بينما كثير من الناس ينقلب فجأة لمجرد (بعضًا من الهوى يلاقيه)، فكيف بنا لو واجهنا أعاصير كتلك التي واجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من تعنت وإيذاء ومطاردة، ومع ذلك كان دائمًا يسأل الله عز وجل الثبات، فلا يستغرب أحدنا أن رسولنا الأكرم وهو من هو، يسأل الله دائمًا الثبات، فما ذلك إلى يقينًا وإيمانًا وتسليمًا لله عز وجل.
كيف الثبات؟
لكن كيف يكون الثبات؟.. يكون بطاعة الله عز وجل، وتتبع ما جاء على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك نجاه الله وقواه شرور التقلبات، كما يكون بالدعاء إلى الله عز وجل دائمًا بالثبات كما كان يفعل رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم.
عن سيدنا أنس ابن مالك رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا رسول الله، آمنا بك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله، يقلبها كيف يشاء»، بل أنه كان عليه الصلاة والسلام يسأل الله بالثبات على الحق دومًا، فكان مما يقول: «اللهم إني أسالك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد».
اقرأ أيضا:
بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر.. فلا تظلم أحدًاتجديد الإيمان
يفسر العلماء إصرار رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، بالدعاء بالثبات على الحق، باعتباره تجديدًا للإيمان، وبالتأكيد النبي عليه الصلاة والسلام لا يحتاج لمن يذكره بتجديد الإيمان، لكنه يعلمنا كيف نجدد إيماننا في قلوبنا، وبالتالي على المسلم أن يسأل الله تعالى أن يجدد له إيمانه.
فقد أخرج الحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم»، أيضًا من الأدعية التي تعين على تثبيت الإيمان، ما ثبت في صحيح مسلم أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك»، فاللهم تقبل.