ذكر الله طاعة مباركها لها ثمار لا يمكن أحصاؤها من كثرتها فهي أعظم عبادة لله علي الإطلاق فيها اعتراف صريح بتوحيد الألوهية والربوبية وتأكيد علي ان الله هو السبيل الوحيد لقضاء الحاجات ورفع الكربات وتوسيع الأرزاق والتفريج عن العثراث وليس هناك ثواب للإكثار من ذكر الله إلا الجنة
فضائل ذكر الله سبحانه وتعالي تطرق إليها الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، حيث أكد إن الحصن من الموبقات هو: ذكر الله تبارك الله وتعالى ، وهو يكمل الفرائض والواجبات ويجبر النقص في العبادات.
«الحذيفي» أوضح خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه يعظم معه ثواب الحسنات وتمحي به السيئات ، وكفى بثوابه وفضله وعظيم منزلته شرفاً ونوراً وخيراً أن فرضه الله عزوجل في الصلاة والحج وفي كثير من الطاعات.
ومضي خطيب المسجد النبوي للقول :: حث عليه الشرع في جميع الأحوال وركن الدين الأول هو ذكر الله تعالى بقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ، وكل تشريع للإسلام تفسير لهذا الذكر، وتفريغ لهذه الشهادة، فشهادة أن لا إله إلا الله توحيد للمعبود سبحانه وشهادة أن محمداً رسول الله توحيد للمتبرع صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى :« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».
وتابع بأنه لم يأمر الله تبارك وتعالى بالإكثار من طاعة من الطاعات مثل ما أمر الله به من الإكثار من الذكر قال عزوجل «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً» ،إلا ما جاء في الإكثار من الصلاة والسلام على سيد البشر صلى الله عليه وسلم مثل قوله عليه الصلاة والسلام :« أكثرو من الصلاة علي يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي » حديث صحيح رواه أحمد وأبوا داود وابن حبان من حديث أوس بن آوس رضي الله عنه .
وأشار إلي أن هذه الصلاة والسلام مكافأة من المسلم لنبينا صلى الله عليه وسلم، ودعاء له على ما قرر من الدين، جاهد أكمل جهاد وعلى ما أسدى وبذل للأمة من الخير الواسع والنصح الصادق، فكل خير للمسلم أجراه الله وكل ثواب أجراه الله تعالى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصلاة عليه عبادة لله عزوجل، ومما جاء في فضل الذكر قولة تعالى « واذكروا لله كثيراً لعلكم تفلحون » وقال صلى الله عليه وسلم « مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت » رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه ، مضيفاً أن الذكر يزكي الأعمال ويكمل نقصها ويدرك به صاحبه ما فات ويمحو الذنوب .
الدكتور الحذيفي أوضح أن من ثواب الذكر أنه يحفظ صاحبه من الشياطين عن الحارث الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم « إن الله تعالى أمر يحى بن زكريا أن يأمر بني إسرائيل بخمس كلمات منها ذكر الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج لعدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إ لا بذكر الله تعالى » حديث صحيح راوه الترمذي وابن حبان والحاكم ومن ثواب الذكر البراءة من النفاق وهو أعظم مصيبة في الدين .
وأشار إلى أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخير جوامع الكلم في الدعاء والذكر فمن جوامع الكلم في الدعاء والذكر فمن جوامع الكلم ما علمه جويرة بنت الحارث رضي الله عنها : « سبحان الله وبحمدة عدد خلقة ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته سبحان الله عدد خلقة سبحان الله ورضا نفسه سبحان الله زنة سبحان الله مداد كلماته » رواه مسلم .
ولم يفت الدكتور الحذيفي الإشارة إلي أن المسلم في هذا الزمان بأشد الحاجة إلى الذكر لما كثر من الفتن واعترى القلوب من الغفلة ولما أصيبت به البصائر من الشهوات والشبهات والأهواء، ولما كثر الاغترار بزخرف الدنيا وزينتها، وينبغي أن يقتنى المسلم من كتب الأذكار ما يبصره وينفعه ويعمل به، ومن أنفع كتب الأذكار تحفة الذاكرين وغيرها
اقرأ أيضا:
رحمة الله سبقت غضبه .. ما معنى هذا؟من ناحية أخري أكد ، الدكتور الحذيفي ، إن الله تبارك وتعالى، ناداكم باسم الإيمان أعظم صفة للإنسان بأن تتوسلوا إليه بصالح الأعمال وتحفظوها من المبطلات والاضمحلال.
ودلل علي ذلك ، بما قال سبحانه « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون »، والوسيلة جمع الطاعات فعلاً للأوامر وتركا للنواهي، والوسيلة تعم وسائل الطاعات كلها وتشملها جميعاً والباب الجامع للخيرات والمنجى من العقوبات والأشمل لطرق الصالحات .
ولفت إلي أن الحصن من الموبقات هو: ذكر الله تبارك الله وتعالى ، وهو يكمل الفرائض والواجبات ويجبر النقص في العبادات ، ويعظم معه ثواب الحسنات وتمحي به السيئات ، وكفى بثوابه وفضله وعظيم منزلته شرفاً ونوراً وخيراً أن فرضه الله عزوجل في الصلاة والحج وفي كثير من الطاعات.
ومما سبق يتضح ضرورة الإكثار من ذكر الله آناء الليل وأطراف النهار وان تشكل هذهالعبادة ذروة سنام الحياة باعتبارها السبيل الوحيد لنيل مغرفة الله والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين والذاكرين لله .