كان العبّاد والعارفين من أكثر الناس حرصا على أكل الحلال ولهم في ذلك حكايات وعجائب، عن إقبالهم على الطعام، ومجاهدة أنفسهم في تحري الحلال.
ابحث عن الحلال:
1-قال الشبلي رحمه الله تعالى: " عزمت أن لا آكل إلا حلالاً وأنا أطوف بالبراري، فرأيت شجرة فمددت يدي إليها فنادتني الشجرة: تأدب يا شبلي مع الله تعالى فإني لرجل يهودي، فتركتها وانصرفت ".
2- واشتهى أحد العارفين سمكاً منذ مدة سنين وعاهد نفسه أنه لا يأكله إلا حلالاً، فمد يده ليأكل منه، وإذا بشوكة قد أصابت يده، فقال: " إذا كان هذا حال من مد يده إلى حلال، فكيف حال من يده إلى حرام ". فحلف أن لا يأكله بقية عمره.
3- وحكي أن سيد التابعين أويس القرني رضي الله عنه مكث ثلاثة أيام لا يأكل شيئاً، ثم مشى فرأى ديناراً في الأرض، فرفعه إليه وقال: هم وغم، ثم ألقاه من يده؟ فبينما هو كذلك، إذا بشاة في فمها رغيف ساخن، فقال في نفسه: لعل هذه الشاة أخذته من راعيها، فأنطقها الله تعالى وقالت: " يا أويس، هذا رزق من عند الله تعالى، أتاني به جبريل عليه السلام، وأمرني بدفعه لك ".
4- وكان بعض الصالحين رضي الله عنهم إذا جاء أوان الفواكه ذهب إلى السوق فيشتري منها ويذهب بها إلى الكتاتيب، فمن أشار إليه أطعمه من تلك الفواكه، ويقول للمعلم: " هل عندك فقير أو يتيم؟ فيقول هذا وهذا، فيعطيهم من تلك الفواكه، فلما مات الرجل رؤي في المنام وهو في بستان عظيم كثير الفواكه، وهو يأكل منها ما أحب، فقيل له: ما هذا؟ فقال: أطعمنا له فأطعمنا ".
5- ودخل أحد العبّاد على أحد الصالحين في يوم عيد، فرأيت عليه قميصاً مرقعاً، وبين يديه خروف وهو يأكل منه، فقلت: يا أبا مسلم، فقال: لا تنظر إلى الخروف ولكن انظر إذا سألني ربي، من أين لك هذا؟ فأي جواب أقوله وما اعتذاري.
6- ورأى أحدهم الناس بالثياب والعمائم، فقال: ثوب يبلى، وجسد يأكله الدود غداً، هؤلاء أنفقوا دنياهم في بطونهم وعلى ظهورهم، ويأتون ربهم متأخرين.
اظهار أخبار متعلقة