لي صديق أكن له مشاعر لطيفة وأشعر بمشاعره تجاهي أحيانًا، ولكنه بعض الوقت يكون منطويًا وكئيبًا، لهفته علي، رسائلي، والحديث معي يكاد يكون منعدمًا، أحيانًا أشعر بحبه وأحيانًا لا، وكأنه لا يطيق التواصل معي؟.
الشخصية المنطوية ليست بالضرورة شخصية غريبة الأطوار أو غير لطيفة، بالعكس من الممكن أن تكون ظريفة ومتكلمة وهو ما يظهر في المواقف الاجتماعية التي تطلب ذلك، وهناك أسباب كثيرة لكون هذه الشخصية تتفادى المناسبات الاجتماعية، منها عدم القدرة على التواصل مع الناس بالرغم من أنه يحبهم ويستلطف وجودهم.
بفضل التطور التكنولوجي أصبح من الصعب الانطواء، أصحبت الحياة مراقبة... "الأبليكيشنز" تخبر بأن الرسالة تم إرسالها، وتوضح إذا تم قراءتها وتم رؤيتها أم لا، ومتى تم رؤيتها، وهو ما يزيد من المشكلات بين الأشخاص خاصة إذا كانوا أصدقاء، فما هو سبب عدم الرد على الرسالة، وسبب عدم معادوة الاتصال؟
لم يعد بإمكان الناس إدراك إن كل شخص لديه قدرة مختلفة على التواصل، سرعاتنا مختلفة، واحتياجاتنا مختلفة، من الممكن أنه لا يرد عليك، لأنه ببساطة غير قادر على التواصل ليس معك فقط وإنما هو يفتقد القدرة بشكل عام.
والشخص الذي يفضل الانعزال أو الانطوائية لبعض الوقت هو شخص ليس بمكتئب، وليس لديه كوارث، أو مشغولًا، وليس بمريض، ولكن هذا التوقيت ليس مناسبًا له للتواصل، وتأكد أنه يحبك، ويعتز بصداقتك، ولكنه لا يمتلك القدرة على ارتداء القناع الاجتماعي ويتواصل مع البشر الآن، لأنه منطو.