يتساءل البعض عن المعنى الحقيقي لصلاة الاستخارة، ولنعطي مثالاً على ذلك للتوضيح، كأن هناك إنسانًا ما اشترى تذكرة سفر وجهز حقيبته وبات على وشك أن يسافر، ثم يقوم ليصلي ركعتين يقصد أن يقول فيهما (يا رب اختر لي الخير فأنت أعلم مني، وأنا أستأذنك أن أفعل هذا الأمر)، وليس أن تنتظر الإشارة والعلامة لتفعل ما عزمت عليه أو لا تفعل، لأن الحديث يقول (إذا عزم أحدكم على الأمر)، أي أنك درست الموضوع ثم قررت أن تفعل، فكان من الأدب أن تستأذن الله في البدء، أما إذا كنت محتارًا لم تعزم بعد فهنا تصلي فيه صلاة الحاجة لا صلاة الاستخارة.
طريقة الصلاة
أما طريقة صلاة الاستخارة، فهي كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن ننوي الصلاة ركعتين، ثم نختم بطلب ما نريد.
فقد أخرج البخاري، والترمذي وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وأجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، (أو قال: عاجل أمري وآجله) فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به»، قال: ويسمى حاجته.
شروط الاستخارة
من شروط الاستخارة أيضًا أن تكون في الأمور المباحة، فلا يصح أن يستخير عبد في أمر بالأساس يمنعه الله عز وجل، ولا تكرر صلاة الاستخارة، والوارد في تَكرارها ضعيف.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أنس، إذا هممتَ بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك، فإن الخير فيه»، وهو بإسناد ضعيف.
والمستخير بعدَ صلاة الاستخارة، إما أن يجد في نفسه انصرافًا عما استخار الله فيه، وعدم الرغبة فيه فيتركه، وإن كان عندَه رغبة فيه، أو استوى الأمرانِ عنده فليقبل على ما استخار الله فيه، فإن كان خيرًا تيسر له، وإلا وجد ما يمنع مِن إتمام الأمْر، فليسلم وليرض بما اختاره الله له، وليعلم أن الخيرة في عدم إتمامه.
اقرأ أيضا:
من أسرار حسبي الله ونعم الوكيل.. متى تدعو بها؟ ومتى تجني ثمرتها؟