كان الصحابة رضي الله عنهم يتنادرون ويمزحون بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكرون مواقف مضحكة فعلوها في الجاهلية، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع ويبتسم.
وقد جاء في الأثر :" تعادوا القلوب وروحوها فإنها تصدأ كمأ يصدأ الحديد".
تساؤل:
لكن يبقى السؤال: هل هذا يعني فتح الباب على مصراعيه للمزاح، وما هي حدوده؟
الجواب:
العاقل ينبغي أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح وترك التعبس
والمزاح على ضربين:
1-المزاح المحمود: وهو الذي لا يشوبه ما كره الله عز وجل ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم.
2-المزاح المذموم : الذي يثير العداوة ويذهب البهاء ويقطع الصداقه ويجريء الدنيء عليه ويحقد الشريف به.
وقد قال أحد الحكماء: إياكم والمزاح فإنه يفسد المودة ويغل الصدر.
حكم وفوائد:
1- عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له خادم يقال له أنجشة وكان حسن الصوت فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أنجشة لا تكسر القوارير قال قتادة يعني ضعفة النساء.
2- وقيل: لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا تمازح الوضيع فيجتريء عليك.
3- وكان يقال لاتمار صديقك ولا تمازحه فإن مجاهدا- يعني صاحب التفسير- كان له صديق فمازحه فأعرض كل واحد منهما عن صاحبه فما زاده عن السلام حتى مات.
4- من المزاح ما يكون سببا لتهييج المراء والواجب على العاقل اجتنابه لأن المراء مذموم في الأحوال كلها ولا يخلو المماري من أن يفوته أحد رجلين في المراء إما رجل هو أعلم منه فكيف يجادل من هو دونه في العلم أو يكون ذلك أعلم منه فكيف يماري من هو أعلم منه.
5- وقال محمد بن المنكدر قالت لي أمي وأنا غلام: لا تمازح الغلمان فتهون عليهم أو يجترئوا عليك.
6- وذكر مالك بن دينار قال قال عمر بن الخطاب: من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن أكثر من شيء عرف به.
7- وقال الإمام أبو حاتم الدارمي: من مازح رجلا من غير جنسه هان عليه واجترأ..فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح ما ينسب بفعله إلى الحلاوة ولا ينوي به أذى أحد ولا سرور أحد بمساءة أحد.
اقرأ أيضا:
احذر هذا الشخص.. بماذا أوحى الله لنبيه داود عليه السلام؟