حرص الشرع الشريف على كل ما يحافظ على صحة الإنسان، ومن فضل الله ودين الإسلام علينا إنه وضح كل شيء حتى الأمور الدقيقة في حياتنا لكي نرجع دائمًا إلى الدين سواء إن كان الأمر طبيعيًا أو متكررًا أو حتى نادر فقد منى الله علينا بالشريعة التي وضحت كل الآداب والأحكام بصورة دينية راقية، حتى أنه كشف له كيف تستقيم حياته الزوجية، وكيف يديم الود والمعروف بين الزوجين بما يضاعف من حرارة هذه المودة التي جعلها الله بين الزوجين.
بل أن الله عز وجل أمر الزوج بأن يكون رقيقا مع زوجته، وأن يكون مثالا في الرقي خلال المعاشرة الجنسية، بما يظهر معدنه الحقيقي والتكريم الذي كرمه لبني آدم، فجعل من المعاشرة ليس مجرد سلوكيات للتناسل ولكن للمتعة التي شرعها الله لعباده، من أجل أن يستمر الحب بين الرجل وزوجته.
وللجماع ثلاث أغراض أساسية إلا وهي حفظ النسل حيث يُريد الله أن نتكاثر في الله مُعمرين، والغرض الثاني هو إخراج الماء الذي يُعتبر غرضًا طبيًا، أما الثالث هو التمتع بالنعمة التي شرعها الله.
هل نظم الشرع الجماع بين الزوجين؟
لم نقف فيما جاء من السنة النبوية المطهرة وكتب أهل العلم على حديث يمنع الجماع بين الزوجين أو ينهى عنه بشكل كثير، ولكن هناك من الأحاديث ما ينظم عملية الجماع، ، وهناك كلام قريب يحث فيه على عدم الإكثار من الجماع، ففي الآداب الشرعية: وقد قيل: هو نور عينيك، ومخ ساقيك، وذكر ابن الجوزي في ملتقط المنافع هذا القول عن مالك بن أنس.
ومعناه عدم الإكثار من النكاح وإفساد المني لأنه متحلب من المخ، فكثرة إراقته ربما تضعف المرء، قال في الآداب الشرعية: ومزاج المني حار رطب، لأنه من الدم المغذي للأعضاء الأصلية، ولهذا لا ينبغي إخراجه إلا لشدة الشهوة، فإن الإكثار منه يطفئ الحرارة الغريزية، ويشعل الحرارة الغريبة، ويسقط القوة، ويضعف المعدة والكبد، ويسيء الهضم، ويفسد الدم، ويجف الأعضاء الأصلية ويسرع إليها الهرم والذبول، ويبرد البدن ويجففه ويضعفه ويخلخله ويهرم سريعاً، ويخفف الدماغ، ويضر بالعصب، ويفسد اللون، ويورث الرعشة، ويضر بالصدر والرئة والكلى ويهزلها.
عند السؤال عن المعدل الطبيعي للجماع طبقًا للشريعة الإسلامية لا توجد إجابة واضحة يُمكنك التعرف عليها؛ وذلك لأنه ليس هناك رقم مُحدد لممارسة الجماع الزوجي؛ ولعل ذلك يرجع إلى إن فعل العلاقة الزوجية بين الطرفين يكون نتيجة عاطفة يملأها الود والرحمة؛ وطبقًا لـ أغراض الجماع الدينية يُعتبر الجماع إشباع للغريزة الجنسية ولكن في إطار شرعي؛ وذلك لغض البصر وحفظ النفس والحد من الاختلاط أيضًا، لذا الزواج والجماع يسد حاجة الزوجين الجنسية والنفسية مما يجعلنا لا نستطيع تحديد عدد مُعين والموضوع نسبي يتغير من شخص إلى أخر.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةطهارة القلب
وأما الجماع المشروع فهو من الأسباب المعينة بإذن الله على طهارة القلب، كما قال الغزالي في الاحياء: الزوجة على التحقيق قوب وسبب لطهارة القلب، ولذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من وقع نظره على امرأة فتاقت إليها نفسه أن يجامع أهله.
ولكن الإكثار منه ربما يضر بصحة الإنسان. كما قال ابن مفلح في الآداب الشرعية وابن الجوزي في صيد الخاطر.. ولذا ينبغي الاستجابة لداعي الجماع عند الحاجة ليعف نفسه وأهله ويتبع السنة وأن يحذر ما يضر بصحته، فقد أراد بعض الصحابة ترك النساء فلم يقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وقال: فمن رغب عن سنتي فليس مني. كما في حديث الصحيحين وفي البخاري عن ابن عباس إنه قال لابن جبير: تزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء.
لكننا يُمكننا إن نقول إن هناك بعض الآداب مثل إن يكون الطرفين مُهتم وجاهز لممارسة العلاقة الزوجية فلا يُمكن أن يحدث ذلك نتيجة إكراه أحد الطرفين الأخر على ممارسة شيء ما؛ وذلك لأنه قد يخلص العزوف بين الزوجين، ويُمكننا أن نقول إن عادة في الفترة الأولى من الزواج تحدث العلاقة أكثر من مرة في اليوم وقد تكون كل يوم أو يومًا ويوم طبقًا لرغبة الطرفين.
ومن الصعب تحدد عدد مُعين وثابت للجماع في الأسبوع طبقًا للشريعة؛ وذلك لأن المعاشرة الجنسية بين الزوجين أمرًا نسبي يتم تحديده من خلال رغبة الشخص نفسه ومدى استعداده،.
و قد يختلف الجماع من يوم إلى أخر وأيضًا من سنة إلى أخرى، ففي البداية قد يُمارس الشخص الجماع يوميًا ولكن بعد مرور سنوات تقل النسبة وتصبح مرتين أو أكثر أسبوعيًا طبقًا لـ طاقة ورغبة الطرفين الجنسية.