مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أننا في زمن يعد من أزمنة الإضطراب بسبب الحروب، والقلاقل، والأوبئة، التي تسود العالم، ولاشك أيضًا أن هذه الأجواء تدفع لكل ما يشعر المرء باراحة، والأمان، والطمأنينة، ومنها هذا التشوق للشريك السابق.
لذا يا عزيزتي، فوالد طفلتيك ليس وحده من هداه تفكيره لمثل هذا التصرف، فبحسب بيانات الأبحاث، شهد زمن الإغلاق جراء انتشار وباء كورونا ، محاولة واحدٍ من بين كل خمسة أشخاص إعادة التواصل مع شريكه السابق!
ومن المنطقي أن يبحث الناس في مثل هذه الأزمنة التي يشيع فيها الإحساس بالخوف، وعدم الطمأنينة، عن الأمان المفقود، وأنت حب وأمان قديم مفقود، مهما يكن من خلافات كانت بينكم.
ومع هذا كله فمن حقك التردد، والشعور بالحيرة خوفًا من تجدد المشكلات القديمة، لذا لابد من دراسة الأمر جيدًا.
ادرسي ما طرأ على والد طفلتيك من تغيرات، فالزمن كفيل بحدوث هذا التغيير، وأسأل الله أن يكون قد حدث بالفعل وللأفضل مما يمكن اعتباره مؤشرًا لعدم تكرار الأخطاء، والمشكلات الصادرة عن "النسخة" القديمة، السابقة، قبل 10 سنوات.
فلو أن هناك ثمة تغييرات جيدة نحو النضج النفسي، والوعي، لدى كل منكم فهذا كفيل بتدارك أخطاء الماضي، أو على الأقل التعامل معها بشكل مختلف أكثر حكمة وعقلانية ورشد.
ما هو مبشر في علاقتكم يا عزيزتي هو تواصله مع البنات، وجرأته على التحدث معك في الأمر، مما يوحي بأن علاقة الزواج السابقة بينكم انتهت بطلاق جيد، ومحترم، لكل الأطراف، وهذا الإحسان عند المفارقة هو ما يجعل الأبواب مفتحة، ومن ثم إمكانية العودة مرة أخرى، على عكس علاقات الزواج التي تنتهي على نحو سيء.
فكري جيدًا، ولاحظي التغييرات، ولابأس من إجراء تفاوضات حول المشكلات السابقة وفتح هذا الملف مع والد طفلتيك، للتأكد عما إذا كانت لا زالت قائمة أم اختلف الحال.
جزئية أخيرة، فزوجك يا عزيزتي كما ذكرت شارف على عقده السادس، ومن ثم فمرحلته العمرية هذه أيضًا من مقويات رغبته في العودة وتحصيل الأمان، وعيش ما بقي من العمر في كنف من يعرفه مسبقًا، وعدم استنزاف طاقته وعمره في المعاناة بسبب وحدة قاتلة، أو في تعارف جديد، واختبار حياة ربما تفشل مرة أخرى مع شخص جديد لا يعرفه.
فأبشري، وادرسي الأمر، وفكري، واستخيري، وأسالي الله لك ولبناتك الخير.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.