الواجب على العاقل تعاهد الزيارة للإخوان وتفقد أحوالهم لأن الزائر في قصده الزيارة يشتمل على معنيين:
1-أحدهما :استكمال الذكر والثناء في الآجل بفعله ذلك.
وقد قال بعض القدماء: إن الرجل إذا زار أخا له في الله لم يبق في السماء ملك إلا حياه بتحية مستأنفة لا يحييه ملك مثله لم تبق شجرة من شجر الجنة إلا نادت صاحبتها ألا إن فلان ابن فلان زار أخا في الله.
2- التلذذ بالمؤانسة بالأخ المزور مع العودة بغنيمتين معا.
اقرأ أيضا:
رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركةبشريات وآداب عن زيارة الصديق:
1-عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا زار أخا له في قرية فأرصد الله على مدرجته ملكا فقال أين تريد فقال أريد أخا لي في هذه القرية فقال هل له عليك من نعمة تربها قال لا إلا أني أحبه في الله قال إني رسول الله اليك إن الله تبارك وتعالى أحبك كما أحببته.
2- وقال أحد الحكماء: امش ميلا وعدْ مريضا، وامش ميلين وأصلح بين اثنين، وامش ثلاثة أميال وزر أخا في الله.
3- وقال عامر بن قيس إنما أجدني أسف على البصرة لأربع خصال تجاوب مؤذنيها وظماء الهواجر ولأن بها إخواني ولأن بها وطني.
4- وذكر العابد الفريابي : جاءني وكيع بن الجراح من بيت المقدس وهو محرم بعمرة فقال يا أبا محمد لم يكن طريقي عليك ولكن أحببت أن أزورك وأقيم عندك فأقام عندي ليلة وجاءني ابن المبارك وقد أحرم بعمرة من بيت المقدس فأقام عندي ثلاثا فقلت يا أبا عبد الرحمن أقم عندي عشرة أيام قال لا الضيافة ثلاثة أيام.
5- وقال أحد الحكماء: كل مودة لا تزداد إلا بالالتقاء منقوصة.
6- وذكر الإمام أبو حاتم الدارمي: من صحح الحال بينه وبين الإخوان لم يضره قلة الاجتماع لاستحكام الحال بينهما والمودة إذا أضر بها قلة الالتقاء تكون منقوصة.
7- وقال ابن عباس: أكرم الناس عليّ جليسي الذي يتخطى رقاب الناس حتى يجلس إليّ.