أعرض الرؤيا على كتاب الله عز وجل فقد أجد تأويلها فى بعض آياته، ثم أعرضها على الأحاديث النبوية، فإن لم أجد بُغيتى فهناك قواعد مستنبطة من آثار صحيحة ولها ضوابط خاصة بعلم تأويل الرؤى يجب على المُعبر إتقانها لأنها وسائل التأويل بعد الكتاب والسنة. فقد يكون التأويل بظاهر الاسم، أو بدلالة المعنى أو وصفه وأحيانا بالضد والقلب وعكس المعنى، وتارة من الشعر أو المثل المشهور.

أولاً: استنباط التأويل من القرآن الكريم:

اللباس الجديد: قد يكون بشرى بزواج لقوله تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (البقرة 187).
البيض يعبر بالنساء لقوله تعالى: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ) (الصافات 49).
المستفتح بابًا بمفتاح يعبر بالدعاء لقوله تعالى: (إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ) (الأنفال19)، يريد إن تدعوا. وقد يكون المصيب مفتاحا أو مفاتيح يعبر بأنه يكسب مالاً لقوله تعالى فى قارون: (ۖوَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِى الْقُوَّةِ) (القصص76)، يريد أمواله، سميت أموال الخزائن مفاتيح لأن بالمفاتيح يوصل إليها.
 الملك يرى فى البلدة أو الدار وقدرها يصغر عن قدره وينكر دخول مثلها مثله: يعبر ذلك بالمصيبة والذل ينال أهل ذلك الموضع لقوله تعالى: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل 34.

اقرأ أيضا:

التكبير في المنام.. ما تفسيره؟

والحبل يعبر بالعهد لقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران 103).
والسفينة بالنجاة لقوله تعالى: (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) (العنكبوت 15).
والخشب يعبر بالنفاق لقوله عزوجل: (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) (المنافقون 4).
والحجارة تعبر بالقسوة لقوله تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِى كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (البقرة 74).
والطفل الرضيع يعبر بالعدو لقوله تعالى: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) (القصص8).
والرماد يعبر بالعمل الباطل لقوله تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ) (إبراهيم 18).
والماء يعبر بالفتنة لقوله تعالى: (لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) (الجن16).
وأكل اللحم النيئ يعبر بالغيبة لقوله تعالى: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا) (الحجرات 12).
والنعاس يعبر بالأمن لقوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ) (الأنفال11).
والبقل و القثاء و الفوم و العدس و البصل يعبر لمن أخذه بأنه قد استبدل شيئا أدنى بما هو خير منه من مال أو رزق أو علم أو زوجة أو دار لقوله تعالى: (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ) (البقرة 61).
والشجرة الطيبة تعبر بالكلمة الطيبة والخبيثة بالكلمة الخبيثة لقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاءِ * تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) إبراهيم (27:24).
والبستان يدل على العمل واحتراقه يدل على حبوطه لقوله تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة266).
والنور يعبر بالهدى والظلمة بالضلال لقوله تعالى: (اللَّهُ وَلِى الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة 257). وهكذا.

*للتواصل مع معبر الأحلام والرؤى الأستاذ عبدالحي العسكري:
[email protected]