على العاقل مجانبة المسألة على الأحوال كلها ولزوم ترك التعرض لأن الإصرار على السؤال يورث المرء مهانة في نفسه ويحطه عن مرتبته وترك السؤال يورث المرء عزا في نفسه ويرفعه درجة عن مرتبته.
آداب ومحاذير:
1-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأن يأخذ أحدكم حبلا فيأتي بحزمة حطب فيبيعها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه.
2- وقال أبو معاوية رجل من ولد كعب بن مالك : إنا طلبنا الدراهم من أيدي الرجال ومن الحجارة فوجدناها من الحجارة أسهل علينا.
3- ويقول الإمام أبو حاتم الدرامي: لا يجب للعاقل أن يبذل وجهه لمن يكرم عليه قدره ويعظم عنده خطره فكيف بمن يهون عليه رده ولا يكرم عليه قدره وأبعد اللقاء الموت وأشد منه الحاجة إلى الناس دون السؤال وأشد منه التكلف بالسؤال لأن السؤال إذا كان بجناح الحاجة مقرونا لم يخل من أن يكون فيه ذل السؤال وإذا الحاجة لم تقض كان فيه ذلان موجودان ذل السؤال وذل الرد.
4- وذكر الإمام الشعبي أن عمر بن الخطاب قال: من سأل الناس ليثري ماله فإنما هو حجارة من النار يلقمها فمن شاء استقل ومن شاء استكثر.
5- وأوصى أحد الحكماء بنيه عند موته فقال: يا بني إياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل.
6- وقال أبو حاتم الدارمي: العاقل لا يسأل الناس شيئا فيردوه ولا يلحف في المسألة فيحرموه ويلزم التعفف والتكرم ولا يطلب الأمر مدبرا ولا يتركه مقبلا لأن فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها وإن من يسأل غير المستحق حاجة حط لنفسه مرتبتين ورفع من يطلب منه فوق قدره.
7- ووعظ مطرف بن عبد الله بن الشخير ابن أخيه فقال: يا بني أخي إذا كانت لك حاجة إلىّ فاكتب بها في رقعة فإني أصون وجهك عن ذل السؤال.
8- المسألة من الناس والهم بالسؤال نصف الهرم فكيف المباشرة بالسؤال ومن عزت عليه نفسه صغرت الدنيا في عينيه ولا ينبل الرجل حتى يعف عما في أيدي الناس ويتجاوز عما يكون منهم والسؤال من الإخوان ملال ومن غيرهم ضد النوال.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟