هناك العديد من السنن المهجورة، والتي دأب عليها نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، واتبعها الصحابة بعد وفاته، إلا أن كثيرًا منا لا يعلم عنها شيئًا.
ومن ذلك ما رواه سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه، قال : كنا جلوسًا عند النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : « ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب ، أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به يفرج عنه ؟» فقيل له : بلى ، فقال : " دعاء ذي النون : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ».
ذكر (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) من أفضل ما يتمسك به العبد للتخلص من الهموم والأحزان، ولتفريج الكرب، وللخروج من الشدائد والمصائب، ولتحقيق الأماني ولطلب التوفيق من الله تعالى، إذ يشعر المؤمن بالراحة والطمأنينة والسكينة عند لجوئه لخالقه، ويشعر بالسعادة والفرح عند الاتكال عليه.
وإذا كان الله عز وجل قد استجاب لدعوة ذا النون وهو في بطن الحوت، وأخرجه مما كان فيه، فكيف بنا لا نسأل الله بها، وهو القادر على فعل المعجزات وحده، والأمر كله بين الكاف والنون، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا».
ومما يزيد من فضل الدعاء أنه يتضمن الاستغفار، وقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم « من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب»، إذ أن (لا إله إلّا أنتَ سُبحانك إنّي كُنتُ من الظالمين)، تعني الاعتراف بِوحدانية الله سبحانه وتعالى، وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به وبعظمته، وتنزيهه عن كل العيوبِ والنقائص، وعن كل ما وصف به تعالى من أعداء الإسلام، لقوله تعالى: «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ».
اقرأ أيضا:
هل يبتلى الشخص بسبب ذنب تاب منه؟عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أن الأصل في الذكر والتسبيح، هو تنزيه الله عز وجل عن كل نقيصة، قال تعالى: «وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا».
ومن ثم علينا أن نتعلم كيف نسبح، وكيف نختار الكلمات في وضعها الصحيح، فإذا كانت (لا إله إلّا أنتَ سُبحانك إنّي كُنتُ من الظالمين)، أخرجت يونس من بطن الحوت، فحرى بها أن تخرجنا مما نحن فيه مهما كان، ومهما تكالبت علينا الدنيا، فالمخرج هنا، باتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وفي الذكر الجميل