مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لاهتمامك بحالة أخيك النفسية.
عندما تراود الأفكار الانتحارية أي شخص، لابد من الانتباه، واليقظة، وعدم التهاون، وهنا يكون بالفعل طلب المساعدة النفسية ضرورة لا رفاهية فيها.
الوصول للأفكار الانتحارية معناه أن الشخص أصبح تحت سيطرة اضطراب نفسي، ربما هو اكتئاب، أو غيره، لكنه لم يعد الشخص الطبيعي الذي تطغى عليه غريزة حب البقاء كما كل البشر.
ومن الطبيعي بسبب وصوله لدرجة عالية من اليأس، وعدم وجود وعي نفسي بأهمية التعافي، والعلاج النفسي، ونجاعته، وفائدته، أن يقول :"ماذا سيفعل لي الطبيب؟"، كسؤال استنكاري، وهذا رد يدل على عدم الثقة في إمكانية أن يكون للطبيب فائدة، ومن ثم على من هو غير واثق أن يجرب، هذا هو القرار المطلوب "التجريب".
اتركيه لفترة قصيرة، ثم ارجعي وتحدثي معه يا عزيزتي عن الأمر، وألحي عليه أن يجرب وأنه لن يخسر شيئًا.
ارفقي به، فهو يتألم نفسيًا، ولا يجد من يفهمه، فكوني منه قريبة، ولا تتركيه لأفكاره الانتحارية تستولي على عقله.
ساعديه على أن يدرك بنفسه أهميه الطبيب، وضرورة إنقاذ نفسه، فهو يستحق الوجود، والعيش في استقرار واتزان نفسي، وعدم الاستسلام للإساءات التي يتعرض لها، وتركها تنحره نفسيًا.
وما أراه، ألا تنتظر، وفتشي بالفعل عن طبيب نفسي، أو معالج، ماهر، وأمين، وتواصلي معه وجهًا لوجه، واحكي له تفاصيل المشكلة، حتى يدلك على الخطوات التي يمكنك فعلها لاستدراج أخيك وإقناعه بالذهاب للمعالج، وكيفية التعامل معه حتى يتم هذا لحمايته من نفسه وعدم اقدامه على الانتحار بالفعل.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.