مرحبًا بك يا صديقتي..
أتفهم مشاعرك، وأقدرها، أتفهم أنك تشعر بالغصة داخلك، والغضب، والضيق، خاصة وأن الطريقة التي تم بها انهاء العلاقة صادمة، ولا زال غموض الأسباب التي دعت خطيبتك وأهلها يؤرقك ويشغلك.
وبالطبع هناك حلًا وطرقًا لتجاوز ما حدث.
المشكلة أنك لازلت تعيش في الماضي، جرحك لازال ينزف، ولازلت تحمل أنت كتلة الألم الناجمة عن الصدمة وتتحرك وتعيش بها بل وتحب أخرى وتخطبها، وهنا قمة المأساة.
فالتعافي يا صديقي هو خطوتك الأولى لا الحب والخطوبة مرة أخرى، هذه الخطوة مهمة لتبدأ صفحة جديدة، بنسختك الأفضل، ومن ثم تختار بشكل أفضل، ليس معه صورة الماضي.
الماضي يا صديقي جزء منا، لا ننساه، فهو تاريخنا، نتعامل معه بشكل صحي بقبول ما حدث فيه، وقبول انتهاؤه، وادراك أن بابه أغلق، ولن نفتحه إلا للتعلم منه وفقط، لا لاجترار ألم، لأن هذا تعامل غير صحي مع الماضي ولأن "الألم" قد تم التعافي منه.
لابد من قبول ما حدث والتعامل معه بشكل صحي، لابد من ادراك أنه "خير"، نعم، فخطيبتك السابقة على ما يبدو من طريقة الانهاء للعلاقة لم تكن مناسبة لك، ومنسجمة معك، ولم تكونا قريبين من بعضكما البعض بشكل حقيقي يكشف حقيقة الحب، وحقيقة التمسك بالعلاقة، وحقيقة الاحساس بالمسئولية تجاهها، والالتزام معها، وحقيقة التشارك بينكما والالتقاء، فليس الأمر مجرد كلام يا صديقي، فكل المخطوبون وكل المتزوجون يقسمون أنهم محبون ويعدون بعدم الفراق، ومع ذلك يتم الفسخ، والطلاق!
ما تم خير لأن ما كان بينكما لو كان استمر بطريقته السطحية الساذجة المزيفة لأسفر عما هو أبشع من طلاق خاصة لو تم الانجاب، أو على الأقل حياة تعسة وعلاقة زوجية غير صحية ولا سوية.
والآن نعود لقصتك مع الماضي، وضرورة ادراك أنه انتهى، وأنه كان"جزء" من حياتك وليس "كل " حياتك، وكذلك أي مشروع قادم للزواج.
الزواج والحب ليست أهدافًا بل وسائل، ولابد من معرفة حقيقة احتياجاتك التي تود من العلاقة الزوجية اشباعها لتقترب من نفسك أكثر ومن الاختيار الصائب للشريك.
الخروج من "سجن" الماضي واجبك تجاه نفسك، وممكن لو عرفت أخطاءك أنت في الاختيار السابق، ومسئوليتك، ومن ثم التعلم من الأخطاء، لعدم تكرارها، واتخاذ قرار بعدم الغرق في الألم، فالألم يبرأ عندما نقبله ولا نستسلم له.
خذ يا صديقي وقتك، واحترم مشاعر الألم بدون الغرق فيها ، واعقد مراجعة لمواقف خطيبك وكلماتها وردود أفعالها لتكتشف حقيقة العلاقة، وأن الانهاء لم يكن وليد اللحظة لكنه كان متوقعًا وفقط أنت كنت غير مدرك لذلك، وعندها ستفك كل الشفرات الغامضة لديك وتشغلك وتؤرقك، ولن تشعر بالذنب، ولا الغصة، ولن تتعطل عن خوض رحلتك في التغيير لنسختك الأفضل التي ستكمل بها، حياتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجي خائن ومتعدد علاقات والآن ابني المراهق يفعل مثله.. ما الحل؟اقرأ أيضا:
كيف تكتشف تعرض طفلك للتحرش.. وكيف تحميه منه؟