كثير منا تراه يكرر نفس الذنب، وكأنه أدمنه، وحين تسأله لمّ لا تبتعد عنه، يقول لك (لا أستطيع)، لهؤلاء نقول إن هناك طريقًا واحدًا قادر على نجاتك من هذه الذنوب، وإبعادك عنها، وهو الذكر والتعرف على الله والاستمرار عليهما فإنما ذلك يجذب العبد إلى الله بعيدًا عن كل ما يجذبه بعيدًا عن الله، لأن تفكرنا فى الذنوب التي لا نستطيع تركها يزيد بُعدنا عن الله وعن ذكر الله.
ولنعلم يقينًا أن الحسنات يذهبن السيئات ، وبالتالي علينا أن نسير مع الله إلى أن يأذن مولانا بترك ما صعب علينا، وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والأئمة على أن الذنوب ليست على درجة واحدة من العصيان، وإنما تنقسم إلى كبائر وصغائر، قال الله تعالى: « إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيما » (النساء: 31).
التخلص من الذنوب
ليعلم كل مسلم، أن الذنوب التي تلاحقه، إنما هي أمراض، يجب التخلص منها بالحصول على الدواء، وليس هناك دواءً أفضل من ذكر الله عز وجل، واللجوء إليه، هذا مع أننا نعلمُ أن السلامة من المرض أمر مستحيل، لكن من كان مع الله، لا يمكن أن يناله المستحيل، ومن ثم على الإنسان إذا عصى ربه ألا يزيد فوق ذلك جرما بالإعراض عن الله وطاعته.
قال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُون » (الأعراف: 201)، فكما أن الجسد الصحيح يقضي على الجراثيم التي تهاجمه، ربما دون الحاجة إلى الدواء، فالطهارة والصلاة والصيام والحج تغفر الذنوب تباعاً، يقول عليه الصلاة والسلام: «الصلوات الخمس؛ والجمعة إلى الجمعة؛ ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات لما بينهن؛ إذا اجتنبت الكبائر».
اقرأ أيضا:
ولمن خاف مقام ربه جنتان.. ومن دونهما جنتان.. هل هناك أربع جنان؟انفض عنك المعصية حالاً
عزيزي المسلم، انفض عنك المعصية حالا، ولا تتردد، فقط استعن بالله، وهو حسبك، ولن يضيعك أو يتركك أبدًا، وداوم على الصلاةِ مهما كانت الظروف ومهما زادت معصيتك، فإنها ستنجح يومًا في أن تطهرك تمامًا من أي منغصات أو معاصي، لأن الصلة إنما هي أهم وسيلة لعلاج المعصية، فما دمت تقيم الصلوات وتحافظ عليها، فلا خوف عليك أبدًا، لأن الصلاة سوفَ تنهاك عن فعل المنكر، وهذا كلام من؟ إنه كلام الله تعالى القائل: « اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ » (العنكبوت: 45).
أيضًا، الزم الاستغفار لأن له مفعول السحر في مواجهة المعاصي، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ».