احرص على هذه الآداب أثناء الطعام
من رحمة الله تعالى بالمسلم أن جعله دائما فى طاعة حتى وهو يناير عاداته وكقزسخ اليومية فيمكن أن يأخذ عليها ثوابا إن هو أحسن النية.
ومن هذا أن جعل الطعام الذي لا غنى للإنسان عنه بابا من أبواب الخير.. إن أن يتقوى به على طاعة الله عز وجل.
وفى سبيل ذلك شرع الله تعالى آدابا معينة وحث المسلم على اتباعها حتى يكون دائما موصول الثقة بالله حتى وهو يأكل ويشرب.
ومن هذه الآداب السامية التي حرص الإسلام عليها الأكل مما يليك فهو سنة لا واجب. قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَ) يُسَنُّ (أَنْ يَأْكُلَ بِيَمِينِهِ وَمِمَّا يَلِيهِ وَيُكْرَه تَرْكُهُمَا) أَيْ تَرْكُ الْأَكْلِ بِالْيَمِينِ وَمِمَّا يَلِيهِ، لِمَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ «كُنْتُ يَتِيمًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَا غُلَامُ: سَمِّ اللَّهِ، وَكُلْ بِيَمِينِكِ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ.» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وقيد بعض العلماء السنية بما إذا كان يأكل مع جماعة، وبعضهم بما إذا اتحد لون الطعام لا إذا اختلف. قال المرداوي: ويسن أن يَأْكُلَ مِمَّا يَلِيهِ مُطْلَقًا. عَلَى الصَّحِيحِ مِن الْمَذْهَبِ. قَالَ جَمَاعَةٌ مِن الْأَصْحَابِ مِنْهُمْ الْقَاضِي، وَابْنُ عَقِيلٍ، وَابْنُ حَمْدَانَ فِي الرِّعَايَةِ، وَغَيْرُهُمْ: إذَا كَانَ الطَّعَامُ لَوْنًا أَوْ نَوْعًا وَاحِدًا. وَقَالَ الْآمِدِيُّ: لَا بَأْسَ بِأَكْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَا يَلِيهِ إذَا كَانَ وَحْدَهُ. قَالَهُ فِي الْفُرُوعِ. وَقَالَ فِي الْآدَابِ: نَقَلَ الْآمِدِيُّ عَنْ ابْنِ حَامِدٍ، أَنَّهُ قَالَ: إذَا كَانَ مَعَ جَمَاعَةٍ أَكَلَ مِمَّا يَلِيهِ. وَإِنْ كَانَ وَحْدَهُ: فَلَا بَأْسَ أَنْ تَجُولَ يَدُهُ. انْتَهَى. قُلْت: وَظَاهِرُ كَلَامِهِمْ: أَنَّ الْفَاكِهَةَ كَغَيْرِهَا.
وأوجب بعض العلماء الأكل باليمين، وحرَّم الأكل بالشمال، وإن كان ذلك عند الجمهور سنة.
التسمية قبل الطعام:
وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب التسمية في أول الطعام، لكن مذهب الجمهور أنها سنة.ط، يقول المرداوي في حكم التسمية، والأكل باليمين: وَقِيلَ: يَجِبَانِ. اخْتَارَهُ ابْنُ أَبِي مُوسَى.
ويجب إطابة المطعم، وأن يكون من حلال. قال المرداوي: وقال ابن الْبَنَّا: قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: فِي الْأَكْلِ أَرْبَعُ فَرَائِضَ: أَكْلُ الْحَلَالِ، وَالرِّضَا بِمَا قَسَمَ اللهُ، وَالتَّسْمِيَةُ عَلَى الطَّعَامِ، وَالشُّكْرُ لِلهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى ذلك.
اجتنب هذه الأشياء أثناء الطعام:
ومن الآداب العامة التى شرعها إسلام صيانة المسلم أن أمره باجتناب بعض الأشياء أثناء رحمة به ومن هذه المحرمات في الطعام ما قاله المرداوي في الإنصاف وعبارته: وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ أَخْذُ شَيْءٍ مِن الطَّعَامِ مِنْ غَيْرِ إذْنِ رَبِّهِ. فَإِنْ عَلِمَ بِقَرِينَةٍ رِضَا مَالِكِهِ، فَقَالَ فِي التَّرْغِيبِ: يُكْرَهُ. وَقَالَ فِي الْفُرُوعِ: يَتَوَجَّهُ أَنَّهُ يُبَاحُ.
ومما حرمه بعض أهل العلم أن يعيب الطعام، قال المرداوي: وَيُكْرَهُ عَيْبُ الطَّعَامِ. عَلَى الصَّحِيحِ مِن الْمَذْهَبِ. وَقَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ فِي الْغُنْيَةِ: يَحْرُمُ.
ومما حرمه بعض أهل العلم مما يتعلق بالطعام أكله كثيرا حتى يتضرر به، قال في الإنصاف: وَكَرِهَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ أَكْلَهُ حَتَّى يُتْخَمَ. وَحَرَّمَهُ أَيْضًا. قُلْت: وَهُوَ الصَّوَابُ.
وبعد فهذه بعض آداب العامة التى شرعها الإسلام صيانة ووقاية للمسلم أثناء الطعام حتى يكون متلبسا بالطاعة لا ينفك عنها في حياته كلها.
فهذا بعض ما قيل بوجوبه وتحريمه من آداب الطعام.