عزيزي المسلم، اعلم يقينًا أنه أينما توجهت فإن الله سيسعدك، فالله عز وجل إذا نظر للعبد أسعده من كل الوجوه ومن كل الجهات، لأن الله تعالى ليس له جهة، «فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ».
فأينما توجهت عزيزي المسلم فإن الله سيسعدك ، سواء وجدت سبب السعادة أم لم تجده.. فالله يسعد لأن الله بذاته يسعد ، ولا يحتاج إلى الأسباب لأن الحاجة إلى الأسباب فقر .. ومن احتاج لأن يسافر ليرفه على نفسه ليكون سعيدًا ؛ معناه أن هذا الإنسان مازال عنده فقر السعادة ، وكل جنس الإنسان مفتقر للأشياء ، الله جبلنا على الفقر لهذه الأشياء ، لكن الإنسان بيبدأ يتحرر من هذه القيود شيئًا فشيئًا.
الحياة الطيبة
السعادة هي لاشك الحياة الطيبة، وهذه الحياة الطيبة لا يمكن لها أن تحدث إلا بأن يسير العبد المسلم في طريق الله عز وجل، واتباع منهجه سبحانه وتعالى، كما قال الله سبحانه وتعالى: « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل: 97).
السعادة التامة الكاملة هي في تحقيق العبودية لله، والنجاة من النار في الآخرة، ودخول الجنة، قال تعالى: « يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ » (هود: 105 - 108).
اقرأ أيضا:
صفِ قلبك.. ترى بعين الرحمنالرضا بالله
بداية الطريق إلى السعادة الحقيقية، يبدأ من الرضا بالله.. فالسعادة والفلاح عباد الله في الإسلام الذي هو الاستسلام الكامل لله جل وعلا والخضوع له والخلوص له من الشرك والأنداد والخروج عن داعية الهوى إلى داعية الرحمن، قال تعالى: « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل: 97).
أما من يتصور أن السعادة في اكتناز المال فقط، فهو مخطئ، لأنه قد قد لايتقي الله تعالى في جمعها وإنفاقها، ومعرفة حق الله عز وجل فيها: «فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ » (التوبة: 55).