عزيزي المسلم، ترى ما الذي يديم سعادتك؟
قد تختلف الأجوبة، لكن اليقين الذي لا عوج فيه، أن السعادة الأبدية تأتي من طريق واحد فقط، وهو طريق الله عز وجل.
أيضًا السعادة الحقيقية في الطواف حول ما جاء به نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقد سئل أحدهم: ما الذي يسعدك: فقال: "لأن طيف حبيبي دائم الطواف بي.. فسر السعادة رؤياه".
والرؤية بالتأكيد ليست بالجسد أو في الحقيقة، لكن أن تنفذ أوامره وتبتعد عن نواهيه، وأن تسير على سنته خير السير، فتلك هي الرؤية الحقيقية، ومن ثم فليعلم الجميع أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من تمام الإيمان، فلا يكمل الإيمان الواجب إلا بمحبته صلى الله عليه وسلم المحبة الكاملة، التي تقدم على محبة المخلوقين كلهم مهما كانوا.
عن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين».
الحب الحقيقي
الحب الحقيقي في اتباع منهج من يحب، فكيف بك تعلنها صراحة أنك تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تنفذ أوامره، ولا تبتعد عن نواهيه، بل أنك لا تقم بسنته على الوجه المأمول؟.
عن عبدالله بن هشام، قال: كنا مع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: "يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء، إلا من نفسي"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال له عمر: "فإنه الآن، والله، لأنت أحب إليَّ من نفسي"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «الآن يا عمر».
ومن مظاهر محبة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، طاعته في المنشط والمكره، واتباع سنته بالفعل والقول، ومصداقًا لقول الله تعالى: « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ » (آل عمران: 31).
اقرأ أيضا:
رسالة إلى من يدعون الفقر حتى "يخذوا العين".. احذروا قلة البركةأعظم مظاهر المحبة
لكن ما هي أعظم مظاهر المحبة؟
في تحقيق حسن الاتباع والمنهج، لذا كان للصحابة النصيب الوافر من ذلك، فالواحد منهم لا ينتظر أمره صلى الله عليه وسلم بل يتابعه قبل أن يأمر.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، إذ خلع نعليه، فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: «ما حملكم على إلقاء نعالكم؟»، قالوا: "رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قذرًا - أو قال: أذى»، وقال: «إذا جاء أحدكم إلى المسجد، فلينظُر، فإن رأى في نعليه قذرًا، أو أذى، فليمسحه وليصل فيهما».. إذن عرف الصحابة طريق السعادة الحقيقية، فكيف بك عزيزي المسلم مازلت لا تعرفها!.