آيتان وردتا في سورة آل عمران لهما فضل عظيم عندما يرددهما المسلم مع أذكار الصباح والمساء، حيث قال الله عز وجل " (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير .. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب) .
وورد ذكر هذه الفوائد من ترديد هذا الدعاء الوارد في الآيتين في العديد من المواقف في السيرة النبوية، وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما يدعو المسلم الله عز وجل قائلا إنه سبحانه وتعالى مالك الملك الذي يملك كل شيء الرزاق وقاضي الحاجات، فهو الذي يملك الثواب والعقاب، والموت والحياة، يملك العزة والذل، يملك الرحمة والقسوة، بيده مقاليد الخير، فتلك الدعوة تجعل المؤمن يأخذ رحمة الله التي تغنيه عن رحمة غيره فهو الرحمن.
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم افتقده يومَ الجمعةِ فلمَّا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتَى معاذًا فقال يا معاذُ ما لي لم أرَك فقال يا رسولَ اللهِ ليهوديٍّ عليَّ أوقيةٌ من تِبرٍ فخرجتُ إليك فحبسني عنك فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا معاذُ ألا أُعلِّمُك دعاءً تدعو به فلو كان عليك من الدَّيْنِ مثلُ صَبيرٍ أدَّاه اللهُ عنك فادْعُ اللهَ يا معاذُ قُلِ اللَّهمَّ مالكَ الملكِ تؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتعزُّ من تشاءُ وتُذلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ تولجُ اللَّيلَ في النَّهارِ وتولجُ النَّهارَ في اللَّيلِ وتُخرجُ الحيَّ من الميِّتِ وتُخرجُ الميِّتَ من الحيِّ وترزُقُ من تشاءُ بغيرِ حسابٍ رحمنَ الدُّنيا والآخرة ورحيمَهما تُعطي من تشاءُ منهما وتمنعُ من تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سِواك.
روى هذه الرواية الطبراني، ونستدل منها على فائدة هذا الدعاء العظيم في فك كرب الدين عن المسلم، ويذكر أن جبل صبير هذا موجود في اليمن، وهو جبل عظيم الارتفاع، وأشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ليدل على أنه مهما كان حجم الدين فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يقضيه عنك.
توجد أسرار وخبايا أتت بعضها صريحة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعضها أتت على ألسنة العلماء والمفسرين، ومن بين أسرار وفوائد قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء الآتي:
من قرأ هذا الدعاء بعد الصلاة وآية الكرسي والفاتحة، أسكنه الله في الجنة، ونظر له في اليوم سبعين نظرة.
قضى الله في اليوم سبعين حاجة لقرائها، وغفر له سبعين ذنبًا.
يحميه الله من كل عدو له، وينصره على كل من يريد به السوء، فهو يدفع عنك الشر.
ما من مسلم يدعو بهذا الدعاء وكان مكروبًا أو غارمًا إلا أخرجه الله مما هو فيه، وقضى عنه وفرج كربه.
هذا الدعاء ليس بينها وبين الله حجاب، فهو يوسع الرزق، ويزيد الفضل من الله.
يعز المسلم ويجعله ينال رضا الله، وهذا الرضا بالطبع أكبر وأعظم من رضا الناس الزائل بزوال المطالب.
في الدعاء شكر الله على نعمته العظيمة وفي الشكر زيادة النعمة.
العزة لا تطلب إلا من الله والخير لا يؤخذ إلا من رحمة الله وعطاء الله.
الذل الذي يصيب الفرد إنما هو من معصية الله لذلك علينا البعد عن المعصية ليحمينا الله من الذل.
اعتراف المؤمن بقدرة الله يبعد الله عنه الشر ويقرب منه الخير.
اقرأ أيضا:
تعرف على ما ورد عن النبي في تسوية الإمام للصفوف قبل الصلاةاقرأ أيضا:
دعاء المولود كما ورد عن النبيكان الصحابة والأثر يدعون بهذا الحديث ويعقبونه اللهم أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصية.