انتشر الإلحاد في الآونة الأخيرة بشكل لافت وهذا الانتشار له أسبابه ودواعيه التي وقع البعض فيها وصار وسيلة دون أن يدري لهذا الداء العضال الذي يشكك المسلم في ثوابته ويجعله أداة للشيطان.
الإلحاد ليس مجرد أفكار متناثرة هنا وهناك لكنه مجموعة من الكيانات الوهمية التي ترى في اتباع الهوى نجاة لها من قيود التعبية للإسلام العظيم كما ترى فيه انفلاتا يجعلهم أثر تحررا ومن ثم لاذوا إليه.
لماذا يحبون الإلحاد؟
إن من يتأمل حب الناس للإلحاد وقد سمونه بأسماء أخرى نجدها تنحصر في أشياء بعينها تسهل لهم الطريق إلى اللاشيء؛ فحب الشهوات من غريزة جنسية ومال وعجب وغرور وكبرياء هذ الأشياء غرائز مستحكمة لا يتخلص منها المؤمن بسهولة بل يجاهد وربما يقع مرات كثيرة قبل أن ينهض ويظل يكافح ويجاهد ويصبر ويتوب حتى يتوب الله عليه لن الملحد لا يريد أن يتعب نفسه ومن ثم يلج في هذه البحر بكل رغباته وقد جعل الشهوات مباحة وادعى أنها فطرة بشرية لا يلزم كبحها ولهذا يجد ضالته في هذه الأفكار المنفلتة، التي تسهل له الحرام ولا تجعله يلوم نفسه على معصية وقع فيها فهو يريد أن يفرغ شهوته بدون ضوابط ولا حساب ولا عتاب، ويحب أن يجمع المال كيفما شاء وينفقه فيما شاء دون أن يجد محاسبة وتقييدا له في حياته، وحبه للظهور والخروج عن المألوف بين معارفه فيظهر نفسه كأنه الأكثر فهما وجرأة.. وبهذا لن يجدا طريقا أسهل من التهرب إلا إلى الإلحاد وبهذا يكسب عمله شرعية زائلة وواهمة تجعله يدور في الضلال بلا وعي حتى يفيق إن فاق.
ومن الدواعي لانتشار الإلحاد أيضا أن الملحد لا يريد أن يحس بالذنب وأنه إن عاد لربه سيجد عقوب جرمه وأيسر طريق للتهرب من هذا هو إنكار الله أو إنكار العذاب أو إنكار كل ما من شأنه يزعجه فالملحد عندما يخاف وجود الله يفكر في إنكاره ويصل بعدها لعدم الإيمان به، ولذا فإن الإنكار بمثابة الهروب المقنع لتهدأ ثورته الداخلية ولا يشعر بتأنيب الضمير.
وسائل انتشار الإلحاد:
وقد ساعد على انتشار الإلحاد وسائل كثيرة منها بل وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي التي ميعت الحقائق وجعلت أمور الدين من الكلأ المستباح الذي يتكلم فيه كل من أراد بلا ضوابط ولهذا صات صورة المفكر والشيخ والعالم صورة مهزة لدى البعض ونسخ الملاحدة آلاف الشخاص الوهميين الذين يروجون لحقائق مكذوبة ويلوون النصوص أو ينكرونها.
كما أن غياب الوعي الديني الوسطي ساعد على انتشار هذه الأفكار الهدمة التي يروجها الملاحدة عبر وسائلهم ومنتدياتهم بلا رادع.
أيضا انتشر الإلحاد لغياب دور الأسر وضعف دور المؤسسات الدنية والإرشاد وبهذا سعى الملاحدة لشغل هذا الفراغ بأفكارهم المغلوطة.
مقاومة الإلحاد:
ولكي نقاوم الإلحاد لا بدم من مقاومة اسباب انتشاره والتي منها إضافة لما سبق التفكك الأسري من أهم العوامل التي ساعدت بشكل غير مبارش على اعتناق أفكار الإلحاد تحت مظلة الهروب عن المشاكل وسد الفراغ، أيضا ساعد على انتشار الإلحاد سقف الحريات التي يروج له البعض تحت مسميات مختلفة تسمح لأحدهم أن يتكلم عن الله وكتبه ورسوله دون رقيب أو أدب .. كل هذا وغيره دعا لانتشار الإلحاد بل أصل لوجوده.. وبهذا لا يمكن القضاء عليه إلا بهد وسائله ومعالج سبل انتشاره عبر منصات موازية وبأسلوب حكيم وبحكمة بالغة ساعتها تعاد المياه لمجاريها اليانعة ويستقر البنيان.