هذه الأرض ستشهد عليك يوم القيامة، حاول أن تجعلها تشهد لك لا عليك، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : «إن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والحضر، والسفر، والبقاع، تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن البقعة والدار، والجبل والأرض، تشهد للذاكر يوم القيامة ».
داوم عزيزي المسلم على ذكر الله والاستغفار فإنهما يعفيان المرء يوم القيامة من الكثير والكثير، ويكونا له وجاءً (أي حماية) من النار، فضلاً عن أن الذكر يوجب حب الله للعبد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى في حديثه القدسي: « أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ».
قوة القلب
الذكر يقوي القلب، ويمنحه ثقة لا حدود لها، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم الميت أو الذي فقد قوته، فقد روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ. مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».
ومن فوائد الذكر أيضا أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى لعبده يوم الحر الأكبر في ظل عرشه، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: وذكر منهم: "ورجلٌ ذكر الله خالياً. فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».. فتخيل عزيزي المسلم وأنت تذكر الله وتشهد لك الأرض التي أنت عليها حينها، ويكون الله بجوارك، كيف إذن ستكون النتيجة؟.. مؤكد أعظم مما تتخيل.
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمفقدان الأمان
أيضًا من نسي ذكر الله فإنه يفقد الأمان في الدنيا والآخرة، فضلا عن أن الأرض التي عليها ستشهد بأنه لم يكن من الذاكرين.
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت»، بينما من دوام على ذكر الله تبارك وتعالى فإنه يمنح نفسه لأمان الكافي من كل سوء، والبعد ع أي سبب لشقاء العبد في كل مكان وزمان، قال تعالى: « وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى » (طه: 124، 126).