كان أحد الصالحين يقول: " كنت إذا نسيت شيئا وأردت أن أتذكره أتوضأ وأصلي ركعتين فأجد الشيء الذي كنت أنساه حاضرا بين يدي في الصلاة".
ما أكثر ما يوسوس به الشيطان لنا في الصلاة، فالتفكر في متاع الدنيا ومشكلاتها لا يأتي إلا في الصلاة، فربما تكون خاليا من الفكر وأن جالس في العمل أو البيت، وبمجرد أن تدخل في الصلاة تجد الشيطان أمامك، يوسوس لك بما تشتهيه أو تبحث عنه، وربما أحضر لك صورة المرأة التي تحبها أو تحادثها في صلاتك، حتى يفسد عليك علاقتك بالله عز وجل.
هل الوسواس يبطل الصلاة؟
اختلف العلماء فيما إذا لم يحضر القلب في أكثر الصلاة، فمن العلماء من قال: إذا غلب الوسواس يعني: الهواجس أكثر الصلاة بطلت الصلاة، لكن قول الجمهور: لا تبطل ولو غلب الوسواس على أكثرها.
واستدل الجمهور بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول: اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثاً صلى أم أربعاً، فإذا لم يدر ثلاثاً صلى أو أربعاً سجد سجدتي السهو».
وفي رواية: "حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا اذكر كذا -لما لم يكن يذكر- حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى". وهذا يدل على أن الوسواس لا تبطل الصلاة به، وهذا القول أرفق بالناس، وأقرب إلى ما تقتضيه الشريعة الإسلامية في اليسر والتسهيل؛ لأننا لو قلنا ببطلان الصلاة في حال غفلة الإنسان، وعدم حضور قلبه لبطلت صلاة كثير من الناس.
والوساوس التي يبتلى بها بعض الناس في الوضوء أو في الصلاة أو في غير ذلك كلها من الشيطان، والله أرشدنا سبحانه للتعوذ منه، فقال تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِإِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ» (الناس:1-4).
كيف تتخلص من الوسواس في الصلاة؟
كان الشخص الوحيد الذي يخشع في الصلاة بنسبة 100% هو الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الدنيا لا تغريه والشيطان لا يأتيه والنفس لا تتسلط عليه.
ولكن لو لم نخشع في الصلاة بشكل كامل علينا أن نعوض ذلك في شيء آخر، والله سبحانه وتعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ» (سورة هود: 114).
إن الوساوس أمر يبتلى به بعض الناس وعليهم ألا يستمروا فيه ويستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم، وفى بعض حالات الوسواس القهرى يكون هناك خلل في الكيمياء في المخ فتذهب للطبيب ويعطيك علاج فيذهب الوسواس، ولكن العلاج الأقوى هى همة نفسك، فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، وأن الشيطان لا يستطيع أن يأتي الإنسان ويوسوس له من جهتين هما: «الجهة الفوقية، والتحتية».
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمروشتة للعلاج من الوسواس في الصلاة:
أن ينظر لموطن السجود.
ثانيًا: حال الركوع عليه أن ينظر لإصبع قدمه الكبير.
ثالثًا: وفي السجود لطرف الأنف.
رابعًا: أثناء التشهد للسبابة.
خامسًا: وأن يؤدي الصلاة على سجادة غير مزقرشة حتى تساعد على التركيز وعدم تداعي الأفكار.
سادسًا: أنه لابد من التأني في التلاوة والقراءة والتسبيح أثناء الصلاة، وسادسًا: الذكر خارج الصلاة والمداومة عليه.