شهر ربيع الأول او ربيع الأنور شهر ذو مقام رفيع عند الله تعالي وكيف لا وهو الشهر الذي ولد فيه النبي الأعظم مع محمد صلي الله عليه وسلم الذي كان مولده علامة فارقة بين الحاق والباطل والجاهلية والإسلام والنور والظلام حيث مثل ميلاد هذا النبي علامة بارزة علي انقشاع الظلام وبدابة نور الدعوة الإسلامية في البزوغ
وفي هذا الشهر المبارك بدت فيه أنوار النبوة وظهرت على العالمين، ربيع الأول الذي فضله الله - سبحانه وتعالى - بإرسال النبي صلي الله عليه وسلم - فيه، واحتفالنا بذكرى مولد النبي - ينبغي أن يكون بالعمل مع القول، وبالسرور والحضور بالحس وبالروح، ينبغي أن نحرك فينا بقدوم النبي - - للعالمين هذه المعاني، التي تجعلنا نبلغ عنه ولو آية كما أمرنا: "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً" ،
اغتنام هذا الشهر المبارك بحسب منشور للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف يكون باستثمار هذه المعاني التي تجعلنا كما نفرح بمقدمه السعيد، نقف عند حدود حدها لنا، ونأتمر بأوامر قد أمرنا بها، وننتهي عن نواهيَ قد نهانا عنها - ﷺ - . كان في الظاهر والباطن، وكان في الخَلق وفي الخُلق، كان عظيمًا - ﷺ - ، ويكفي قول ربه فيه: " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
في هذا السياق وصفت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الرسول صلي الله عليه وسلم : "كان خلقه القرآن" ، إذا أردت أن نبحث عن خلق سيدنا النبي - - فلتقرأ القرآن؛ كان مُؤْتَمِرًا بأوامره، ومنتهيًا عن نواهيه، متخلقًا بأخلاق الله التي أمر بها - سبحانه وتعالى - ، وهذا القرآن بين أيدينا، اجعلوه إمامًا لكم في هذا الشهر الكريم، واجعلوا ذلك الشهر بداية خير لحياتكم "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
وبحسب مفتي الديار المصرية السابق فعلينا ان نفعل الخير كله، قالَ رسولُ الله – صلي الله عليه وسلم- : "لاَ يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنَ المَعْرُوفِ، وإن لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ، وإذا اشْتَرَيْتَ لَحْمًا أوْ طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ واغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ" .
وخاطب جمعة عموم المسلمين في هذه المناسبة- مولد النبي - بالقول افرحوا بسيدنا رسول الله - ، أحبوا سيدنا رسول الله -
- ، علموا أبناءكم حب سيدنا رسول الله – صلي الله عليه وسلم - ، لا نجاة لنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن إلا بسيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ، التفوا حول سنته وشريعته ، بقلوبكم.. بعقولكم.. بسلوككم.. بحياتكم.. بأنفسكم وبيعوها لله.. أحبوا سيدنا رسول الله - ﷺ - فإن حبه ركن الإيمان ، وأكثروا من الصلاة عليه بالليل والنهار " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" "
واستدعي جمعة خلقا اسلاميا اصيلا يجب علي المسلم القيام به الإكثار منه خلال هذا الشهر : يمكن أن نفعله في هذا الشهر الأنور الكريم، يقول رسول الله : "أنا وكافل اليتيم في الجنةِ هكذا"، وأشارَ بالسبابة والوُسطى وفَرَّجَ بينهما شيئًا من شدة قرب كافل اليتيم به ، فمن استطاع منكم أن يكفل يتيمًا فليفعل، فإن لم يستطع يقول رسول الله ﷺ : "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات" سواء أكان ذلك اليتيم من قرابته أم من غيره من الأجانب، لا يبتغي إلا وجه الله ولكن يفعل هذا الفعل من الرحمة، لا لأن يقال إنه رحيم، ولا لأجل أن يأخذ جائزة من أحد، ولا مدحًا من مخلوق،
بل المطلوب ان يفعل هذا الخلق الاسلامي الأصيل لله رب العالمين "كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات" انظر إلى واسع فضل الله كل ذلك من الإيمان برب قد خلق وكلف وأمر ونهى نعود يوم القيامة إليه - سبحانه وتعالى - للحساب نرجو ثوابه ونخاف عقابه. أيها الإنسان الذي تعتقد هذه العقيدة كل شعرة من رأس يتيم مرت عليها يدك- لك بها صدقات، ولك بها حسنات، ولا يضيع الله أجر المحسنين..
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلامالرسول صلي الله عليه وسلم تحدث عن مناقب هذا الفعل بالقول : "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائمِ الليلَ، الصائمِ النهار" ، فلئن حيل بيننا وبين الجهاد في سبيل الله؛ حتى يرى الله منا مواطن الصدق،
، إلا أن الساعي على الأرملة والمسكين، والذي يفرِّج عنهم كرب الدنيا كالساعي في سبيل الله؛ وفي رواية أخرى متفق عليها يقول الراوي بإسناده إلى أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : أحسبه قال: "كالقائم لا يفتر والصائم لا يفطر" أي أن الذي يسعى على الأرملة والمسكين فكأنما يقوم الليل ولا يمل ولا ينتهي، وكأنه يصوم النهار من غير انقطاع أبدًا؛ فأي ثواب لهذا ؟! هو ثوابك للأرملة والمسكين..