كرامات وحكايات الصالحين لا تنتهي، لكن تكشف حقيقة ربط قلب العبد بخالقه، وما تكنه القلوب وتخفيه الصدور، إن كان صالحا أو سيئا.
قصة عجيبة:
يقول أحد العارفين: أوصتني والدتي عند موتها، فقالت: يابني، إذا أنت دفنتني فقم على قبري وقيل: يا أم شيبة قولي لا إله إلا الله، ففعلت ذلك ثم انصرفت إلى منزلي.
فلما كان الليل رأيتها في المنام، فقالت: يا ولدي، جزاك الله عني خيراً، فلولا أنك أدركتني بقولك لا إله إلا الله محمد رسول الله لهلكت.
صلاة في الصحراء:
وقال بعض الصالحين: كان رجل يصلي في الصحراء، فجعل في محرابه سبعة أحجار وكان يقول إذا فرغ من صلاته للأحجار: يا أحجار أشهدكم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
فلما مات رأيته في المنام فسألته عن حاله؟ فقال: أمر بي إلى النار فذهب بي إلى الباب الثاني، وإذا بالباب الآخر قد سده حجر أخر ولم أزل من باب إلى باب حتى سدت السبعة أحجار أبواب جهنم السبعة عني.
اقرأ أيضا:
أنس بن مالك خادم النبي.. أنجب 80 ولدًا ونخيله كانت تطرح مرتين في السنةرأى القيامة في مجلس وعظ:
يقول أحد المريدين: حضرت ذات يوم مجلس الواعظ القشيري لعلي انتفع به وبوعظه وأعمل على كل كلمة من لفظه.
قال: فبينما هو يعظ وأنا أسمع إذ غلبني النوم، فنمت في المجلس، فرأيت كأن القيامة قد قامت والناس قد عرضوا على الحساب، فحوسب من حوسب ونجا من نجا، وهلك من هلك، وإذا بالقشيري الذي أنا في مجلسه قد أمر به، فحوسب فوجدت له سيئات كثيرة، فأمر به إلى النار، فأخذته الزبانية.
فلما ذهبوا به. قال الله عز وجل: ردوا عبدي، فرجعوا به بين يديه، فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لولا أنك كنت تجمع الناس إلى ذكري وتبشرهم برحمتي لأدخلتك النار، انطلقوا بعبدي إلى الجنة.
فانتبهت لعظم ما رأيت فزعاً مرجوفاً، فإذا الشيخ القشيري على المنبر ينشد ويقول هذه الأبيات:
حاسبونا فدققوا .. ثم منوا فاًعتقوا
هكذا سيمة الملك.. بالمماليك يرفقوا
إن قلبي يقول لي .. ولساني يصدق
كل من مات مسلما .. ليس بالنار يحرق
امرأة تحمل ميت:
قال إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه: بينما أنا أمشي وإذا بامرأة على رأسها ميت والناس يرجمونه بالحجارة، فقلت لها: ما هذا منك؟
فقالت: ولدي وقطعة من كبدي كان يعصي الحق ولا يستحي من الخلق، فقلت لها: أنا أحمله معك، فحملته معها وحفرت له قبراً وألحدته.
فلما فرغت من دفنه لقنته قول لا إله إلا الله محمد رسول الله فلما فرغت من تلقينه، قالت: يا إبراهيم، توار عني، فتواريت خلف جدار، فقامت أمه وضمت القبرِ إلى صدرها ومرغت خديها عليه.
وقالت: ليت شعري ما الذي لك؟ وما الذي قيل لك؟ ثم تركته وانصرفت عنه.
قال إبراهيم: فرجعت إليه وجلست عند قبره أقرأ فلحقني سنة من النوم، فرأيت شخصين قد جاءا إلى القبر وشقاه، ونزلا وأجلساه، ثم شم أحدهما عينه فقال: عين خائنة ما بكت قط من خشية الله تعالى، ثم ضم يده، فقال: يد مشومة وعن الخير مغلولة، ثم شم بطنه، فقال: بطن ملئت من الحرام ليس فيها شيء حلال، ثم شم فرجه، فقال: منهمك على معاصي الله تعال.
فقال أحدها لصاحبه: أي شيء نعمل؟ فقال: حتى أؤدي الرسالة، فغاب ساعة، ثم عاد وهو يقول: الحق سبحانه وتعالى كريم غفر ذنبه العظيم.
فقال له صاحبه: ماذا؟ قال: كما قلت للحق سبحانه وتعالى وهو أعلم به: يا رب، رأينا منه كذا وكذا، فقال: هل شمما قلبه؟ قلت له: لا يا رب، فقال: فإن في قلبه موضع توحيدي، خلقي قطعوه وأنا وصلته، وهم آيسوه من رحمتي وأنا نظرت إليه برأفتي، فأوجبت له مغفرتي.
اقرأ أيضا:
ذكاء قاضي.. رد مبلغًا خياليًا لصاحبه بهذه الحيلة