نحن في أفعال وكلام يسجل علينا منذ بلوغنا وفرض التكليف علينا، كم سيكون في صحيفتنا من وقت تكليفنا حتى مماتنا، إنه حساب طويل، من نجا منه فقد نجا.
مواقف وعبر:
1-كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهاره صائم وليله قائم، فرآه ولده في المنام بعد موته، فقال: يا بني، منذ كم فارقتكم؟
قال: يا أبت منذ عشرين سنة، فقال: الآن خرجت من الحساب كأَن عرشي يهوي لولا أني لقيت رباً كريماً.
2- ومرّ عيسى عليه السلام بمقبرة، فنادى رجلا فأحياه الله تعالى، فقال له عيسى عليه السلام: ما كنت تعمل في دار الدنيا؟
فقال: كنت حمالاً أحمل على رأسي وأتقوت به، فحملت ذات يوم لإنسان حطباً، فكسرت منه خلالاً فتخللت به، فلما متّ أوقفني الله بين يديه، وقال: يا عبدي: أما علمت إني موقفك بين يدين وفلان اشترى حطباً بماله ودفع لك الأجرة لتعود به إلى منزله، فأخذت منه شظية لا تملكها، استهونت بأمري، فسألتك بالله ألا ما شفعت لي عند الله فإنني في الحساب منذ أربعين سنة.
3- وقال الحسن البصري رحمه الله: إن الرجل ليتعلق بالرجل يوم القيامة فيقول: بيني وبينك الله، فيقول: والله ما أعرفك، فيقول: أنت أخذت طينة من حائطي، وآخر يقول: أنت أخذت خيطاً من ثوبي، فهذا وأمثاله قطع قلوب الخائفين.
4- وذكر ذو النون المصري رحمه الله: رأيت شابا متعلقا بأستار الكعبة، وهو يقول: يا ربّ، اعف عني عما فعلته في أيام غفلتي، فقد فني جسمي، فهتف به هاتف وهو يقول: إنا لا نؤاخذ العبد بما فعله في أيام غفلته.
5- وكان أحد الصالحين لا ينام الليل، ولا يأكل سميناً، ولا يشرب ماءً بارداً، فلما مات رؤي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: أنا محبوس عن الجنة بإبرة استعرتها فلم أردّها لصاحبها.
6- وقال بعض الصالحين: رأيت صبياً ليلة الخميس وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: يا عم، هذا يوم الخميس أتاني، وهو يوم العرض، وأعرض على المعلّم وأنا أخاف من زلة أو غلطة، فقلت في نفسي: هذا صبي صغير خائف من عرضه على معلّمه، وهو بشر مثله، كيف حال من يعرض على مولاه بالقبائح والزلات.
اقرأ أيضا:
متى تستيقظ من غفلتك قبل فوات الأوان؟