«حق الصحاب»، عبارة نرددها أو نسمعها كثيرًا، لكن ربما يغفل الكثير منا عن حقيقة معناها، فالإنسان له تأثير حقيقي على صديقه، وقد يترك بصمة في حياته.
قال الله تعالى: « الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ » (الزخرف: 67)، فتخيل النتيجة وأنت تقف بين يدي الله عز وجل، وصاحبك يتخلى عنك فجأة، لذا عليك أن تختار هذا الصاحب جيدًا.. هذا أولاً.. ثم عليك أن تلتزم بمبادئ الإسلام في التعامل معه، وأن تكون له نعم الثقة والصاحب، حتى يبادلك هو نفس الشعور والمعاملة.
روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره».
الأسوة الحسنة
ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأسوة الحسنة في كيفية تعلم الصحبة الطيبة، ومن ذلك مما يروى لنا أن أبا بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما ذهبا ذات يوم لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، وعندما وصلا إلى الباب ظلا يقدم كل منهما الآخر، حتى نزل جبريل عليه السلام، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبلغه أن صاحبيه بالباب وعليه أن يقوم فيفتح لهما، فقام الرسول صلى الله عليه وسلم إليهما و جعل أبا بكر رضي الله عنه عن يمينه و عليًا رضي الله عنه من الجهة الأخرى و دخل بهما إلى بيته و قال لهما : «هكذا نحشر يوم القيامة ».
انظر كيف أن كلاً منهما يؤثر الاخر على نفسه في الدخول أولاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلاهما صهر النبي، فأبو بكر والد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعلي زوج فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فاللهم احشرنا واحبتنا مع حبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومع صحابته عليهم رضوان الله.
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمالاقتداء الطيب
على المسلم أن يعي جيدًا أن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتهم في السفر هي خير وسيلة للاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم.
ومن أجل ذلك حثنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على حسن اختيار الصديق، فقد روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مَثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك (يعطيك مجانًا)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبةً، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة».