أخبار

لا تغتر بالدنيا.. تزوج ألفًا من بنات الملوك وقتل ألف جبار وكانت هذه نهايته

صحابي.. أضحكه ثلاث وأبكاه ثلاث.. فما الذي أضحكاه وأبكاه في وقت واحد؟

من أجمل أدعية الرزق عند حلول ضيف عليك

معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكم

انتبهي.. نقص هذه الأطعمة أثناء الحمل يؤدي إلى ولادة "طفل خنثى"

في هذا الشهر الحرام.. هكذا تتنزل الرحمات على أصحابها

هذه الأعراض تنذر بالوفاة خلال أقل من 24 ساعة

هل يجوز توزيع لحوم الأضاحي على المسيحيين الفقراء؟

ما أفضل طريقة لتجميد لحوم الأضاحي؟

ثلاثة أقوال في حكم صيام أيام التشريق .. تعرف عليها

د.عبد الحليم عويس يبين كيف كانت أخلاق الرسول(عليه السلام)مع أعدائه

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 31 اكتوبر 2021 - 06:00 م

سنوات كثيرة أمضاها الرسول r في مكة المكرمة وهي ثلاثة عشر عاماً قمرية

 (610ـ622م) تعرض فيها والمسلمون معه لأبشع أنواع التعذيب والإيذاء، وغم هذا لم يحاول يوماً أن يرد السيئة بمثلها ؛ بل كان يصبر الصبر الجميل ، ويسأل الله لقومه الهداية فإنهم قوم لا يعلمون.

وفي بحثه المميز يبين لنا الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية أنه عندما مرّ الرسول على آل ياسر ، وهم يعذبون ، لم يملك إلا أن يقول لهم : صبراً آل ياسر، وفي رواية أبشروا آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة ، ومات ياسر شهيداً تحت وطأة التعذيب ، أما سمية فقتلت بحربة أبي جهل ، وأما عمار ابنها فقد صبر على التعذيب، ولشدة وطأته سمح له الرسول بمداراة الكافرين عملاً بقوله تعالى : {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَان.

وأضاف في بحثه والذي جاء تحت عنوان "أخلاق الرسول في حروبه مع أعدائه" أنه عندما اشتد التعذيب والتنكيل بعد وفاة عمه (أبي طالب)، وزوجه (خديجة بنت خويلد

  ـ رضي الله عنها ـ ... سأله (خباب بن الأرت) أن يسأل الله أن يدعُوَ لهم ، وأن يستغفر الله ليرفع عنهم هذا البلاء ، وأظهر الرسول r شيئاً من الغضب قائلاً : "كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض ، فيجعل فيه ، فيجاء بالمنشار ، فيوضع على رأسه ، فيشق باثنتين وما يصدّه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمّنَّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون

وأوضح أنه عندما هاجر الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بعد معاناة شديدة من مكة إلى المدينة ، وأقام دعائم الدولة الجديدة التي تحتاج إلى هيبة وقوة ردع ، حتى يستطيع أفرادها من المسلمين وغيرهم أن يعيشوا في أمن وسلام ، لم يكن قد أُذن للمسلمين بعدُ في الدفاع عن أنفسهم .

فلما بدأت الملاحقات القرشية تسعى للتكتّل مع اليهود والمنافقين في داخل المدينة (وهم عناصر من الدولة تعيش في داخلها) من أجل الإجهاز على الدولة الناشئة ، وشعر الرسول r والمسلمون بذلك ، لدرجة أنهم كانوا يبيتون ليلهم في المدينة خائفين لا يعرفون من أين يُهاجمون ، وبأية كيفية سيأتيهم الخطر الذي يمكن أن يغتالهم ـ مهاجرين وأنصاراً ـ وأن يقوِّض بناء دولة المدينة الإسلامية الناشئة .

إطار الجهاد  الأخلاقي والحضاري :

ويوضح أنه حتى (مصطلح الجهاد) يدل بذاته على أنّ الأمر فيه مشقة لا تنزع إليها النفس إلا إذا فرض عليها ، فالجهاد (لغةً) يعنى المشقة ، فيقال جاهدتُ جهاداً أي بغلت المشقة ، و(شرعاً) بذل الجهد في قتال الكفار والمنَافقين عند وجود الدواعي لذلك ، وهو في هذه الحالة ليس طريقاً لفرض الهيمنة ولا السيطرة ولا لسرقة ثروات الآخرين ، أو احتلال بلادهم؛ بل هو نوع من العبادات يجب أن تـُلتزم فيه آداب العبادة ، ونحن نلمح هذا في الآيتين الكريمتين التاليتين قال تعالى :

 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ} وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ  عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ  وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ  ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً  فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ  مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِين}َ ([2])، فالجهاد يأتي ضمن منظومة عبادية أساسية.

  

ـ وثمة ملمح آخر يعطي (الجهاد) معنى عبادياً وإنسانياً وحضارياً ، ويُبعده عن أن يكون مجرد وسيلة للغلبة على الأعداء واغتصاب أرضهم أو قهرهم على الدخول في الإسلام ... هذا الملمح يقودنا إليه المعنى ـ أو الإطار العام ـ لمعنى الجهاد ومجالاته ... فالجهاد ليس حرباً فقط ؛ بل الجهاد جهد متعدد الآفاق ؛ فهو جهد (أولاً) مع النفس لكبح الشهوات ، وجهد جماعي (ثانياً) لفرض الخير ومنع الشرّ في قلب المجتمع ، وجهد مسلح أخيراً مفروض على المؤمن بمفرده ، أو على الجماعة بأسرها ، تبعاً للظروف.

ـ ولا يمكن أن يتخذ الجهاد (طابعاً عسكرياً) إلا في الحدود المنصوص عليها في الشريعة القرآنية ، وعندئذ يصبح قتالاً مقدساً ودينياً، عادلاً في الدافع إليه وفي مباشرته وفي غايته.

والحروب العادلة الوحيدة المقبولة في الإسلام هي المرخص بها في التنزيل ، والتي تـُشن في (سبيل الله)، ولنلاحظ هنا التعبير عن الجهاد بمصطلح (سبيل الله) ، ومعنى هذا أنَّ كل حرب أو جهد يبذل ـ في غير سبيل الله ـ لا يمْكن أن يكون جهاداً ولا حرباً مشروعة ... بل هو (حرب مادية) استعلائية أو مصلحية ليس لها صلة بالقتال الإسلامي الذي حارب في إطاره رسول الله بعد أربعة عشر عاماً منعه الله فيها ومن معه من أية محاولة للدفاع عن النفس والمعاملة بالمثل ... وهي المرحلة المكية ، وطليعة المرحلة المدنية بعد الهجرة الشريفة .

الطبيعة الإنسانية  والأخلاقية لأسباب الحرب وضوابطها في الإسلام:

ويضيف" عويس" أنه  من المعروف أن الدول والأمم ذات الطبيعة اللادينية أو العنصرية لا تحتاج إلى أسباب أخلاقية للحرب ؛ بل ترتكز حروبها على الطبيعة الاستعلائية والاستغلالية ، ومحاربة حقوق الآخرين الإنسانية فكرياً ودينياً واقتصادياً واجتماعياً . وكل ما تأتي به من أسباب هي ذرائع كاذبة، تشبه ذرائع التطرف والإرهاب وحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية المعاصرة .... في سبيل السيطرة وإبادة الأمم واستغلال ثرواتها ... ويكفي أن (الجزائر) احتلت لمدة مائة وثلاثين سنة بسبب حادث مفتعل بين الوالي الجزائري والقنصل الفرنسيّ ... وأبُيد فيها خلال هذه المدة ثمانية ملايين مسلم .

أما في الإسلام  فالأمور مختلفة تماماً ؛ لأنها تخضع لدين ، وتمارس كعبادة ، ويمنع فيها الغش والتدليس ، كما أن طبيعة الحرب الأخلاقية والإيمانية والإنسانية لا تنفصل عنها وإلا أصبحت حروباً دنيْوية استعلائية !!

إنسانية  الرسول في السرايا والغزوات (المجال التطبيقي) :

ويذكر "عويس" أنه عندما نزل الإذن بالقتال من الله بعد أربعة عشر عاماً من الصبر على أقسى صور الإذلال والملاحقة لم يتوان الرسول في الخروج بالمسلمين على شكل سرايا وغزوات ، وذلك لتأمين حياتهم في المدينة ، في مواجهة القبائل المتربصة بهم ، وفي مواجهة قريش التي لا تريد أن تعترف بكيانهم الجديد ، ولا أن ترفع سياطها عن المستضعفين المعتقلين لديها الممنوعين من الهجرة ، ولا أن تكفّ عن مصادرة أموالهم ، وعن ملاحقة الدولة الجديدة بصورة التآمر والتأليب والتحريض لليهود والمنافقين في المدينة ، وللقبائل الأخرى في الجزيرة ...

وكانت السرايا أشبه بالدوريات الاستطلاعية التي تسعى لفرض الهيبة وإشعار الآخرين باليقظة ، وأيضاً لاستكشاف الطرق المحيطة بالمدينة ، والتي يمكن أن ينفذ منها الأعداء ، وعقد معاهدات السلام مع القبائل التي تقع مساكنها على هذه الطرق ، فضلاً عن جمع المعلومات عن هذه القبائل وصلتها بقريش ، والتفاهم معها لتزويد المسلمين بالمعلومات عن تحركات أهل مكة ضد دولة الإسلام في المدينة .

ومن متابعة حركة السرايا يبد وأن السرايا التي يقل عدد أفرادها عن عشرة أفراد كان هدفها استقصاء الأخبار وجمع المعلومات ... إلا إذا فرض الأعداء عليها الدفاع عن نفسها ... أما السرايا الأكثر عدداً فكانت سرايا مسلحة ومدربة هدفها إرهاب العدوّ حتى لا يكفر في غزو المدينة ، وكانت على استعداد للاشتباك عند اللزوم ـ مع جمعها للأخبار والمعلومات أيضا ـ وكان عدد بعض هذه السرايا يتجاوز مائتي مقاتل.

وثمة ملمح هنا نسوقه لتأكيد الطبيعة الإنسانية الأخلاقية لهذه السرايا ، فمن المعروف أن جزيرة العرب كانت في عصور كثيرة ، ومنها العصر الذي نتكلم عنه ، تعج بكثير من قوافل السلب والنهب (لنتذكر هنا قصة سلمان الفارسي ، وزيد بن حارثة وغيرهما) ... وكانت الصحراء تبدو ملكاً لهذه القوافل ـ التي يمكن أن تستغل أيضاً ـ عن طريق المال لقريش وغيرها لجمع المعلومات عن المسلمين وترويع أهل المدينة ... فكانت السرايا هي الحلّ الأمثل للوقوف ضدّ هذه القوافل ـ من جانب ـ ومن جانب آخر سوف يرى الناس في الجزيرة أن قوافل ـ أو سرايا ـ رسول الله ، على العكس من هذه السرايا في سلوكها وتعاملها ، فهي لا تمدّ يدها بسوء لأي شخص،

 لا لماله ولا لعرضه ، ولعلها المرة الأولى في الجزيرة التي تمرّ فيها قوافل على هذا النحو من أمام البيوت والمساكن ، تبعث على الأمن لا الخوف ، وتدعو إلى التعاهد على السلم ...  وتقاوم قوافل السلب والنهب ... وسوف يشعر العرب بأن هناك من يمكن أن يطمئنوا إليه ويجدوا في ظلالها الأمن إذا وضعوا أيديهم في يده ... كما أن قريشاً التي كانت تريد أن تبقى مسيطرة على الجزيرة كلها ... لم يعد الظرف الجديد يسمح لها بذلك ... فهناك من يتربصون بها وبتجارتها ، ولن يكفوا عنها حتى تسالمهم وتعترف بكيانهم وحقهم في الحياة والدعوة لعقيدتهم ... وهذه المعاني السامية كلها حققتها السرايا ـ أولاًَ ـ والغزوات ثانياً .

غزوة أحد تظهر أخلاق الرسول في الحروب:

وبعد (أُحد) شهدت السنة الرابعة للهجرة عدداً من السرايا تعرض المسلمون في بعضها لعدد من النكبات ، ومن أهمها (سرية الرجيع) التي كانت مؤامرة من المشركين ادّعوا فيها رغبتهم في الإسلام واصطحبوا معهم عشرة من القراء قتلوا منهم ثمانية وباعوا اثنين لأهل مكة فصلبوهما ... وتأتي (سرية بئر معونة) كارثة أعظم وأكبر ، وكانت شبه مؤامرة ، على النحو السابق ، وانتهت باستشهاد سبعين رجلاً من الصحابة القراء ...

كما شهدت هذه السنة ـ أيضاً ـ إجلاء بني النضير اليهود من المدينة ، بعد أن حاولوا قتل الرسول مرتين ...

وفي السنة الرابعة للهجرة ـ أيضاً ـ خرج الرسول لملاقاة أبي سفيان الذي كان قد توعد المسلمين باللقاء ـ بعد أحد ـ في العام القادم في بدر ، وقد أقام الرسول في بدر ثمانية أيام ينتظر

 أبا سفيان لكنه لم يأت ، فعدّ هذا نصراً للمسلمين ، وبدأوا يستردون هيبتهم بعد أحد وآثارها،  وفي هذه السنة ـ أيضاً ـ قررت قبيلتا بني ثعلبة، وبني محارب من غـَطَفَان الهجوم على المدينة ، وعندما وصلت الأخبار إلى الرسول r خرج مع أربعمائة من المسلمين حتى وصل موضعاً يقال له ذات الرِّقاع ، غير أن هاتين القبيلتين عندما علمتا بقدوم المسلمين خنستا واختبأتا في جحورهما ، لذا فلم يقع أي قتال ، ولكن النتيجة كانت نصراً في قائمة المسلمين أمام العرب وقريش.

     


الكلمات المفتاحية

أخلاق الرسول أخلاق الرسول في الحروب د. عبد الحليم عويس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled سنوات كثيرة أمضاها الرسول r في مكة المكرمة وهي ثلاثة عشر عاماً قمرية (610ـ622م) تعرض فيها والمسلمون معه لأبشع أنواع التعذيب والإيذاء، وغم هذا لم يحاو