أخبار

لا تغتر بالدنيا.. تزوج ألفًا من بنات الملوك وقتل ألف جبار وكانت هذه نهايته

صحابي.. أضحكه ثلاث وأبكاه ثلاث.. فما الذي أضحكاه وأبكاه في وقت واحد؟

من أجمل أدعية الرزق عند حلول ضيف عليك

معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكم

انتبهي.. نقص هذه الأطعمة أثناء الحمل يؤدي إلى ولادة "طفل خنثى"

في هذا الشهر الحرام.. هكذا تتنزل الرحمات على أصحابها

هذه الأعراض تنذر بالوفاة خلال أقل من 24 ساعة

هل يجوز توزيع لحوم الأضاحي على المسيحيين الفقراء؟

ما أفضل طريقة لتجميد لحوم الأضاحي؟

ثلاثة أقوال في حكم صيام أيام التشريق .. تعرف عليها

اكتفوا بكاميراتهم فظهرت سواءتهم.. "مذبحة الإسماعيلية" تطرح: لماذا سادت اللامبالاة بين الناس؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 04 نوفمبر 2021 - 10:20 ص

تمثل الفوضى أمام الإنسان حاجزًا كبيرًا تجاه إنسانيته، لأنها تحجزه عن النظر بعين البصيرة التي وهبها الله عز وجل له، وتبعد عنه الحكمة، فقد فرق الله عز وجل بين الإنسان وبين سلوك وغريزة الحيوان.

فالإنسان يعيش في جماعة منظمة يغلب عليها العقل، في حين يعيش الحيوان في فوضى يحكمها البقاء للأقوى، لذلك كانت العرب في الجاهلية غارقة في الفوضى وهائمة في التوحش، لا تعرف انضباطًا في سلوكها، ولا رشدًا في تفكيرها، ولا انتظامًا في تدبيرها، حيث تعودت القبائل العربية على حياة النهب السلب والسبي، وألِفت الإغارة على بعضها البعض.

حياة الفوضى


وحكم العرب في الجاهلية، "قانون الغاب"، فلم يعرف القوي حقًا للضعيف، وسادت فيهم نفسية التوحش حتى أكلت فطرتهم، إلى أن جاء الإسلام ونشر روحه السمحة الحضارية فيهم، فغيَّرهم تغييرًا تامًا، فصاروا رعاة الأمم بعد أن كانوا رعاة الإبل.

وما انتشر الإسلام إلا بقواعد قرآنية، نظمت حياة البشر، وساوت بين حقوقهم، فغيَّر الله الأرض بالإسلام وعلى أيدي المسلمين، وملأها عدلًا وسعة، بعدما غرقت في الظلم والاستعباد قرونًا، حتى سرت هذه الروح في عمق النفس المسلمة، وصارت جزءًا محركًا لها، ولا ينفصم ذلك عن تكوينها.

إلا أنه ومع الأسف، ابتعد المسلمون عن دينهم ومرشدهم القرآني، فذهبت عنهم إنسانيتهم، وجددوا حياة الفوضى مرة أخرى، وهو ما ظهر جليًا خلال حادث بشع وقع في مدينة الإسماعيلية هز المجتمع المصري خلال اليومين الماضيين، إذ قام أحد الأشخاص بذبح آخر في الشارع وقطع رأسه بالساطور، وأخذ يتجول برأسه في الشارع، وسط حالة من اللامبالاة بين المتفرجين والمشاهدين لهذا الحادث المرعب، دون أن يتحرك لهم ساكن، أو يتمعر وجههم من زلزال ما حدث من فوضى وسلوك حيواني.

ذهول أم لامبالاة؟


لعلك وأنت تشاهد هذه الجريمة البشعة، تتساءل في وجوه المتابعين لها في الشوارع، هل كان ينتابهم الذهول، ام ينتابهم اللامبالاة؟، ولكن تأتيك الإجابة على الفور وأنت تراجع المشهد مرة تلو الأخرى، وترى أن الناس تكتفي بموقف المشاهد وسيطر عليها اللامبالاة، بل وإن شئت قل الفوضى والحيوانية، خاصة إذا وجدت أهم ما يشغلهم هو توثيق لحظة الجريمة وتصويرها من عشرات الهواتف.

فلماذا لم يتحرك الناس لإنقاذ الضحية من ساطور الجاني؟، وما سر "اللامبالاة" التي سيطرت على شهود العيان وقتها واكتفاءهم بتصوير الواقعة ومشاهدتها؟.

يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريحات إلى قناة "صدى البلد"، إن السر وراء وقوف الناس صامتين أثناء قتل ضحية حادث الإسماعيلية هو اقتصار تفكير الناس على الذات والمصلحة الشخصية، موضحًا أن الجميع كانوا يفكرون فى الأضرار التي قد تلحق بهم في حال تدخلهم لإنقاذ الضحية، إذ أنه من الممكن أن يصبح هو أيضاً ضحية للقاتل.
وأضاف فرويز أن البعض فكر في تصوير الجريمة ونشر الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعى من أجل جلب المزيد من الشهرة واللايكات والمشاهدات مما يزيد أرباحهم على بعض المواقع .

وأوضح استشاري الطب النفسي أن هذا نتاج حالة ارتباط أي عمل بالمقابل الذي ستحصل عليه والتي أصبحت شائعة في المجتمع بصورة كبيرة في مختلف المواقف والتفكير فى الذات والأنانية واللامبالاة التى تراكمت فى المجتمع على مدار سنين طويلة.

وأشار فرويز إلى أنه من أهم الأشياء التي تسببت في غياب النخوة والشهامة التي يتسم بها الشعب المصري "هي الاطلاع على الثقافات الأخرى وأخذ السيئ منها فقط وغياب الانتماء"، ليسيطر ما يعرف بـ "الدم البارد" والتمسك بالطباع السيئة والتخلي عن هويتنا، مما تسبب فى ظهور مسخ ثقافي، بالإضافة إلى تراجع دور الفن والشيوخ في توعية أبناء المجتمع، مؤكداً ان ما صدر من الأشخاص في حادث الإسماعيلية ليس وليد اللحظة.

اقرأ أيضا:

معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكم

هل تغيرت أخلاق المسلمين؟


انتشرت فى السنوات الماضية أفلام البلطجة التي جعلت الناس يعتادون على مشاهد العنف والدم، كما أنها ساهمت في ترسيخ مفهوم البلطجية شخصية جيدة ويصبح محور المسلسل أو الفيلم وأنه شخصية مميزة.

الأمر الذي يبعد عن أخلاق المسلم بشكل كلي، فالمسلم هو التقدمي المتحضر، الذي لا يقبل السكون والقعود، بل حيثما كان غيَّر وأثَّر، وظل الأمر كذلك، إلى أن ابتلينا بهذه العقود الأخيرة، التي لم يعد المسلم فيها، يشابه سلفه الأول، بل أصبح مشابهًا لقطاع الطرق والمجرمين، وتحكمت فيه مشاعر اللامبالاة، فأصبح غارقًا في التسيب إلى رقبته، مهملاً لأدنى الواجبات، معرضًا عن أغلى المهمات من حراسة الدين والدنيا، ليكون نتاج لهذه المنظومات المتخلفة المستبدة، التي أخرجت أجيالًا قاعدة عن البذل والعطاء، بل وكرّست فيهم التسيب والإهمال والتواكل على الآخر.

فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يديم الاستعاذة من العجز، وكان يفعل ذلك كل صباح، حتى يربط الأمة بحياة العمل ونفسية البذل، وحمل همّ مواجهة الحياة، أما اليوم فان المسلم قد جمع العجز في الفكر واللسان واليد، بعد أن ابتعد عن هدي النبي عليه الصلاة والسلام في خوض معترك الحياة وتبعاتها الجمّة.

لقد جعل الإسلام إماطة الأذى من الطريق من شعب الإيمان، وعلامة واضحة على حركيته في قلب المسلم- رغم أنه سلوك يحتقره الكثير من المسلمين - فكيف يفسر -اليوم- موقف المسلم المتخاذل حتى عن نصرة نفسه وعرضه والذود عن الأخرين في مشهد مثل الذي حدث في الإسماعيلية.

لقد أسست الفوضى واللامبالاة، جدرانًا متعالية في حياة المسلمين، مادتها التسيب، وأساسها التميع، وأعمدتها التقاعس، فحالت بين المسلم وبين الواجب المقدس الذي خلقه الله من أجله، فصرنا نقرأ إحصائيات رهيبة عن ارتفاع عدد الجرائم في المجتمع، وتفشي ظاهرة الانتحار، وظهور الشذوذ وكثرة الطلاق، وتغلغل الاكتئاب والإدمان في حياة المسلمين بشكل مخيف، ولذلك وجب أن نساهم جميعًا في هدمها من نفوسنا، وأسرنا، ومدارسنا، وجامعاتنا، ومساجدنا، ومؤسساتنا، وإزالتها عن كل مساحات الحياة، قبل أن يعم القحط روح المجتمع، وقبل أن يزحف الخراب على الضمائر المتبقية، ويفسد الأجيال القادمة.

لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس الفسيلة حتى وإن قامت القيامة، وأُغلق باب العمل والأمل، فقال: (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ.)

الكلمات المفتاحية

هل تغيرت أخلاق المسلمين؟ حياة الفوضى قانون الغاب مذبحة الإسماعيلية

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تمثل الفوضى أمام الإنسان حاجزًا كبيرًا تجاه إنسانيته، لأنها تحجزه عن النظر بعين البصيرة التي وهبها الله عز وجل له، وتبعد عنه الحكمة، فقد فرق الله عز و