هل تدري عزيزي المسلم، أن أختك تجعلك جارًا للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، في الجنة، أوتدري كيف؟.
عن سيدنا أنس رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان له ابنتان أو أختان فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين يعني السبابة والوسطى».
فكيف بالكثير من الأخوة ينهر شقيقته أو يأكل ميراثها الذي ارتضاه الشرع الحنيف لها؟.. بل ترى هذه الأيام الكثير من الأشقاء ينسى شقيقته بعد الزواج، وحين تسأله يقول لك (أصبحت مع رجل وعليه أن يتحملها)، وأين أنت؟.. تراه يبرر موقفه بمشاغل الحياة؟.. وهي أمور زادت فزاد البعد والفرقة بين الأشقاء للأسف.
حق الأخت
لأختك عليك حق، حتى وإن لم تطلب هذا الحق، أو حتى وإن تزوجت وانتقلت للعيش مع زوجها، فقد كان الصحابة الكرام يسألون عن شقيقاتهم بعد الزواج، ويزورنهن بين حين وآخر، بل أن التاريخ يذكر أن الأخت دائمًا ما تقدم أخاها في حال الخطر على زوجها وولدها، من شدة محبتها له، وعدم نسيانها لطفولتها معه.
وذكر أهل السير أن الحجاج قال لامرأة أسر في بعض حروبه زوجها وابنها وأخاها: «اختاري واحدًا منهم، فقالت: الزوج موجود، والابن مولود، والأخ مفقود، أختار الأخ، فقال الحجاج: عفوت عن جماعتهم؛ لحسن كلامها».
ومما يلجأ إليه بعض الرجال تعنتًا مع أخته أن يحرمها من الزواج، الأمر الذي حذر منه الشرع الشريف، إذ يروى أن عن الحسن في تفسير قوله تعالى: «فلا تعضلوهن»، قال حدثني معقل بن يسار إنها نزلت فيه قال زوجت أختًا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها فقلت له زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليك أبدًا وكان رجلاً لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه فأنزل الله هذه الآية فلا تعضلوهن فقلت الآن أفعل يا رسول الله قال فزوجها إياه.
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمالأخت المدللة
الأخت هي المدللة في بيت أخيها، وأيضًا المدللة من أخيها في بيت زوجها، إذ عليه أن يراسلها بالهدايا -إن استطاع- بين الوقت والآخر، فهذا جابر بن عبدالله رضي الله عنه يضحي برغباته من أجل أخواته، يموت أبوه شهيدًا يوم أحد، ويترك له تسع بنات أخوات! قال جابر رضي الله عنه: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ما تزوجت أبكرا أم ثيبا، فقلت له تزوجت ثيبا قال: أفلا تزوجت بكرا تلاعبك وتلاعبها، فقلت له يا رسول الله توفي والدي أو استشهد ولي أخوات صغار فكرهت أن أتزوج إليهن مثلهن فلا تؤدبهن ولا تقوم عليهن فتزوجت ثيبا لتقوم عليهن وتؤدبهن.. فأين نحن الآن من أخلاق هؤلاء؟.