كن على يقين من أن الله عز وجل لا يمكن أن يأخذ منك أمرًا، إلا ليعطيك ما هو أجمل وأفضل وأعظم منه، يقول المولى عز وجل عن الولد الذي قتله سيدنا الخضر عليه السلام: «فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا» (الكهف 74)، فكانت النتيجة: «فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ».
إذن هناك أمور كثيرة جدًا في حياتك يأخذها الله عز وجل منك ليس ليمنعك، وإنما ليمنحك ما هو أجمل منها لاشك.. فقط كل ما عليك فعله هو إحسان الظن بالله عز وجل.. فقد ييأس الإنسان من رحيل شيء غالي على نفسه، لكن لا يعلم من أن الله يدخر له ما هو أفضل، قال تعالى: «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا » (النساء: 19)، فلا تعجز من روح الله أبدًا.
اليقين في الله
فإن أنت تعرضت لبلاء ما وصبرت، وأرجعت الأمر كله لله: «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ » (البقرة: 156، 157)، فانتظر العوض والفضل من الله، ستجد ما يقر عينك، قال تعالى يؤكد ذلك: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ » (الزمر: 10).
ويروى أن عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين، كان يقول: « أصبحت وما لي سرور إلا في مواضع القَضاءِ والقدر »، إذن اترك نفسك إلى الله يمنحك جميل الصبر، وعظيم الأجر، وفضل العوض، ولا تنس الحكمة الشهيرة: «من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه».
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكمالخير الدائم
يعيش المسلم المؤمن الموقن في الله في خير دائم، مهما تكالبت عليه الأزمات والابتلاءات، فعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
ولهذا كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أعبد الناس لله تبارك وتعالى، يحمد الله على كل حالاته، بل كان يجتهد في العبادة فوق أي استطاعة أو تحمل، ولهذا لما سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الاجتهاد في العبادة، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، أجابها بهذا الجواب: «أفلا أكون عبداً شكوراً»، ومن ثم فإنه من أحسن الظن بالله، عاش طوال حياته في نعيم دائم.