الواجب على العاقل إذا لم يعرف بالسماحة أن لا يعرف بالبخل كما لا يجب إذا لم يعرف بالشجاعة أن يعرف بالجبن ولا إذا لم يعرف بالشهامة أن يعرف بالمهانة ولا إذا لم يعرف بالأمانة أن يعرف بالخيانة إذ البخل بئس الشعار في الدنيا والآخرة وشر ما يدخر من الأعمال في العقبى.
1-حاتم الطائي ووالده:
قال الشافعي رحمه الله: كان أبو حاتم يعني الطائي سخيا وكان يضع الأشياء مواضعها وكان حاتم مبذرا فاجتمع يوما عند أبيه أصحابه وشكا إليهم حاتما.
قال والله ما أدري ما أصنع لا يأخذ شيئا إلا بذره فاجتمع رأيهم على أن لا يعطيه شيئا سنة.
قال: فأقام أبوه ولم يمكنه من شيء سنة مع ما هو فيه من الضر فلما مضت السنة أمر له بمائة ناقة حمراء، قال فلما وقفت عليه قال حاتم من أحبّ شيئا فهو له حتى أخذوها كلها.
فدعاه أبوه فقال له: أي بني ماذا تصنع؟ قال والله يا أبي لقد بلغ الجوع مني شيئا لا يسألني أحد شيئا إلا أعطيته إياه.
2- وقيل سأل كسرى أي شيء أضر على ابن آدم قالوا الفقر قال الشح أضر منه، إن الفقير إذا وجد اتسع وإن الشحيح لا يتسع إذا وجد.
3- ومرض ابن عمر بالمدينة فاشتهى عنبا في غير زمانه قال فطلبوا فلم يجدوا إلا عند رجل فاشترى سبع حبات بدرهم، فجاء سائل فأمر له به ولم يذقه.
4- وقالت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز : أف للبخل والله لو كان طريقا ما سلكته ولو كان ثوبا ما لبسته.
5- يقول الإمام أبو حاتم الدارمي رحمه الله : ما رأيت أحدا من الشرق إلى الغرب ارتدى برداء الجود واتزر بإزار ترك الأذى إلا ترأس أشكاله وأضداده وخضع له الخاص والعام.
فمن أراد الرفعة العالية في العقبى والمرتبة الجليلة في الدنيا فليلزم الجود بما ملك وترك الأذى إلى الخاص والعام ومن أراد أن يهتك عرضه وينال من دينه ويملّه إخوانه ويستثقله جيرانه فليلزم البخل.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟