تمر بنا الأيام سريعة، دون أن ندري، أو أن نأخذ بالنا، من أن كل يوم مر إنما يحسب من عمرنا، لنقترب أكثر من النهاية، أيضًا سرعة مرور الأيام تعني أننا في آخر الزمان.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ».
فمتى ننتبه؟.. هل بعد فوات الأوان؟.. أم أننا علينا الانتباه من فورنا الآن؟.. قال تعالى : «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ *».
متى نشعر؟
الله عز وجل في أكثر من آية كريمة، يحذرنا وينبهنا إلى أن الساعة ستأتي بغتة، ومع ذلك نعيش وتمر الأيام وكأننا لا نهتم، وللأسف كانت هذه عقيدة من كانوا قبلنا، قال تعالى: «وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ» (الجاثية 24).
متى تعلم أننا في دار ليست للبقاء مهما امتد العمر وطال، فإن النهاية حتمية وآتية لا محالة.. بل كيف لا ندري أن هذه الدنيا أيامها مراحل، وساعاتها قليلة، والمرء لا شك عنها سيرحل يومًا ما.
قال تعالى: « وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ » ( آل عمران:185)، فإن أنت عصيت وأبيت وأعرضت وتوليت عن ذكر الله وطريقه ونهجه ومنهاج رسوله صلى الله عليه وسلم، اعلم أنه سيفاجئك يومًا الأجل، وحينها ستعلم يوم الحساب من عصيت، وستبكي دمًا على قبح ما جنيت، قال تعالى: « يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ».
اقرأ أيضا:
معك على الحلوة والمرة.. فلا تنسوا الفضل بينكممتى نعتبر؟
متى نعتبر من سرعة وتتابع الأيام؟، هل مع انتهاء أيامنا فيها؟.. فإنك ستفاجئ بالنهاية، إن لم تفق الآن من غيبوبتك، إذ تجد غالبية الناس حين الموت، كأنهم لم يلبثوا إلا ساعة من نهار.
قال تعالى: « وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ »، ومن ثم فإن الموت قادم لا محالة.
إذ يقول الأمين جبريل عليه السلام، للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به»، ثم قال: يا محمد: «شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس».