بقلم |
عمر نبيل |
الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 - 12:35 م
أسماء الله الحسنى هي مجموعة من الأسماء والصفات تلك التي وردت عنه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، أو تناقلتها السنة النبوية، قال تعالى: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180).
ومن هذه الأسماء، اسم الله الحي، وهو اسم يعني أن الله موجودًا أبد الآبدين، فليس دونه شيء ولا بعده شيء، وهو مالك الملوك، ومن ثم فإن من التخلق باسم الله (الحي) أن يكون للإنسان أثر في الكون، وأعظمها العلم النافع الذي يستمر بعد صاحبه، ومنها أيضًا الصدقات الجارية مثل بناء الأبدان بالمساهمة في علاج الناس وبناء المستشفيات، وكذلك الإطعام.
معنى اسم الله الحي
الحي هو المتصف بالحياة أبد الآبدين، فكل شيء قائم على مشيئته هو سبحانه وفقط، وإحياءُ الله يدل بالضرورة على وصف الحياة، على اعتبار أن الحياة الذاتية لله هي الحياة الحقيقية وكل من سواه يفنى أو قابل للفناء بمشيئة اللهِ، فإن اسمَ الله الحي دال على الوصفينِ معًا، الحياة كوصفِ ذاتٍ والإحياء كوصف فعلٍ.
ومن هنا كانت دعوة الموحدين إِلَى الاعتماد على الله، لأنه الحي الذي لا يموت كما قال سبحانه: « وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ » (الفرقان: 58)، والله عز وجل من أسمائه المقيدة المحيي فلم يرد في القرآن والسنة إلا مضافًا كَمَا في قوله تعالى: « إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (الروم: 50).
والله تبارك وتعالَى حي بحياة هي له صفة، حي أبدًا لا يموت والجن والإنس يموتون، بل كل ما على الأرض فان لا محالة، كما قال تعالى: « كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ » (الرحمن: 26، 27).
الآية الأعظم
أيضًا اسم الله الحي ورد في آية هي الأعظم في القرآن الكريم كله. في صحيح مسلم أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم سأل أحد أصحابه يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال أبو المنذر الله ورسوله أعلم، قال يا أبا المنذر مرة ثانية أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال أبو المنذر الله ورسوله أعلم ، فعندئذ قال أبو المنذر الله لا إله إلا هو الحي القيوم، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره تودداً، وقال ليهدك العلم أبا المنذر، الله لا إله إلا هو الحي القيوم، والمعنى هنا أنه سبحانه وتعالى حي بذاته ومصدر لقيام كل حي، أي هو الخالق الأوحد لكل ما في الكون كله.