أخبار

لبس الكمامة فى الصلاة هل يجوز؟

احذر.. عواقب صحية خطرة لشرب القهوة على معدة فارغة

يمنع الحاجة إلى الجراحة.. اختراق جديد في علاج التهاب المفاصل

حوار من القلب إلى القلب.. الإمام مالك وهارون الرشيد

أبي بن كعب .. لما ذكره الله باسمه صراحة لرسوله؟

أكثر ما يأكل الحسنات ويطرح بصاحبها في النار.. احترس من أكثر أمراض القلوب

حتى لا تجري وراء السراب.. احذر هذه الفتنة

"الفطرة".. نفخة الله التي تقودك إلى الصواب دائمًا.. كيف تبرمجها؟

تشمل الاستعداد ومستوى الصوت وسرعةالقراءة..15 وصية احرص عليها في تلاوتك للقرآن الكريم

بطولة منقطع النظير.. وصية الخنساء لأبنائها في القادسية

أكثر ما يأكل الحسنات ويطرح بصاحبها في النار.. احترس من أكثر أمراض القلوب

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 04 ديسمبر 2024 - 01:00 م

نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن أكثر ما يأكل الحسنات هو أذى المسلمين والناس عامة، فليس هناك أشد من قهر الرجال وأذى الناس في الحرمة، حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من قهر الرجال لما له من واقع يصعب تصوره على النفس، فقد يضطر الإنسان للخوف من الأذى بالصمت ولو على حساب رجولته، فيشعر وقتها بالقهر والمذلة نتيجة بطش الجار أو المدير في العمل أو البلطجي في الشارع، ويكون وقعها شديد البأس على النفس.

قواعد صارمة لكف الأذى


لذلك بَنى الإسلام أُسسَه في تنظيم العلاقةِ الاجتماعية بين بني المجتمع على قواعدَ صارمة وركائزَ فضلى في قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات:10].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره..» و «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره".

ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا: "لا تحاسدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلِمه، ولا يحقرُه، ولا يخذُله، التّقوى ها هنا ـ فأشار بيده إلى صدره ثلاثًا ـ، بحسب امرئٍ من الشّرّ أن يحقرَ أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه وماله وعِرضه" رواه مسلم.

فأذيّة المؤمنين وإحداثُ ما فيه إضرارُهم سببٌ عظيم لسخط المولى جلّ وعلا ومقتِه وعذابه وغضبِه، قال عليه الصلاة والسلام: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون صاحبِهما، فإنّ ذلك يُحزِنه"، وفي رواية: "فإنّ ذلك يؤذي المؤمنَ، والله يكرَه أذَى المؤمن" أخرجه الترمذي وقال: "حديث صحيح".

وصعد صلى الله عليه وسلم المنبرَ فنادى بصوتٍ رفيع فقال: "يا معشرَ من أسلم بلسانِه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلِمين، ولا تعيّروهم، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنّه من تتبّع عورةَ أخيه المسلم تتبّع الله عورتَه، ومن تتبّع الله عورتَه يفضحه ولو في جوفِ رحله"، ونظر راوي الحديث ابنُ عمر رضي الله عنهما يومًا إلى البيتِ أو إلى الكعبة فقال: "ما أعظمَك وأعظمَ حرمتَك، والمؤمن أعظمُ حرمةً عند الله منك" والحديث سنده حسن.

فقد حذر النبي من كل أنواع الأذى وصُوَر الإضرار في النّفس والبدن، في العِرض والمال، في أمورِ الدّين والدّنيا، يقول صلى الله عليه وسلم : "لا ضررَ ولا ضِرار"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلِم المسلمون من لسانِه ويده" أخرجاه في الصحيحين.

جاء رجلٌ يتخطّى رقابَ النّاس يومَ الجمعة والنبيّ صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال عليه الصلاة والسلام له: "اجلِس فقد آذيت" ، فما بالنا نحن بمانفعله مع بعضنا البعض، وما بالنا بمانفعله مع جيراننا من سب وشتم وإيذاء متعمد في الأعراض بالخوض فيها والتعرض للنساء.
فالأذى جريمة تزداد إثمًا وبهتانًا وتكون عند الله أكثر كُرهًا ومقتًا حينما يتّجه إلى الجيران، أو يتوجّه لأحدٍ من الصالحين، فنبيّنا صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره" متفق عليه، ويقول عليه الصلاة والسلام: "لا يدخل الجنَّةَ من لا يأمن جارُه بوائِقه" ويقول صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله جلّ وعلا يقول: من عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب" الحديث.
فينبغي دفع الأذى عن الناس، وعدم الاغترار بالقوة أو السلطة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرّ رجلٌ بغُصن شجرةٍ على ظهرِ طريقٍ فقال: والله، لأنحِّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِل الجنّة".


حب الخير لا حب الأذى


هناك من المسلمين ومن الناس أجمعين من يتلذذ بحب الأذى للغير لاحب الخير، وهناك من يستمتع بعذاب الجيران والأهل والأصدقاء، ربما يكون من قبل الحسد أو الكراهية، وهي صفة أبعد ما يكون عن المسلم الذي يبتغي مرضاة الله ويبتغي الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمِن أحدُكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه" .

ويقول النبي أيضا صلى الله عليه وسلم: "من أحبَّ أن يُزحزَح عن النار ويُدخَل الجنّة فلتأتِه منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى النّاس الذي يحبّ أن يؤتَى إليه" رواه مسلم.

فقد اتفقت كل الآيات القرآنية والسنة النبوية والأخلاق الإنسانية على المنعَ الأكيدَ مِن أذيّة المؤمن، والزجرَ الشديدَ من الإضرار بالمسلم بأيّ وجهٍ من الوجوه أو شكلٍ من الأشكال، القوليّة أو الفعليّة، الحسّيّة أو المعنويّة.

قال الله جلّ وعلا: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَـانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [الأحزاب:58].

 قال أهل التفسير: "وهذا التّشديد لأنّه كان في المدينة يومذاك فريقٌ يتولّى هذا الكيدَ بالمؤمنين والمؤمِنات، بنشرِ قالةِ السّوء عنهم وتدبير المؤامرات لهم وإشاعة التّهَم ضدّهم، وهو ـ أي: هذا التحريم والتّشديد ـ عامّ في كلّ زمان وفي كلّ مكان، والمؤمنون والمؤمنات عُرضةٌ لمثل هذا الكيدِ في كلّ بيئة من الأشرارِ المنحرفين والمنافقين والذين في قلوبهم مرَض، والله جلّ وعلا يتولّى عنهم الردَّ على ذلك الكيدِ ويسِم أعداءَهم بالإثم والبُهتان وهو أصدق القائلين"

وقد وصل النبي صلى الله عليه وسلم بأخلاق النبلاء للكف عن الأذى ولو في الجلوس على قارع الطريق، فقال صلى عليه وسلم : "إيّاكم والجلوسَ في الطرقات"، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا بدّ في مجالسنا، نتحدّث فيها، فقال عليه الصلاة والسلام وهو الرحيم: "إذا أبَيتم إلاّ المجلس فأعطُوا الطريقَ حقَّه"، قالوا: وما حقُّ الطريق يا رسول الله؟ قال: "غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السّلام، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر" متفق عليه.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا أمواتَنا فتؤذوا أحياءَنا" .

وليس هناك أكثر ألما من الأذى من أن يدعو عليك النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهمَّ من ولِي من أمر أمّتي شيئًا فشقّ عليهم فاشقُق عليه".

فالأذى خطرٍ جسيم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من آذى المسلمين في طرقِهم وجبت عليه لعنتُهم"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، إنّ فلانة تصلّي الليلَ وتصوم النّهار وتؤذي جيرانَها بلسانها، فقال: "لا خيرَ فيها، هي في النّار" صححه الحاكم وغيره.


الكلمات المفتاحية

حب الخير لا حب الأذى قواعد صارمة لكف الأذى أكثر ما يأكل الحسنات ويطرح بصاحبها في النار

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن أكثر ما يأكل الحسنات هو أذى المسلمين والناس عامة، فليس هناك أشد من قهر الرجال وأذى الناس في الحرمة، حتى ان النبي ص