هل تعلم أنك تلتقي بملك الموت يوميًا، وأنت لا تدري؟.. نعم.. إذ يذكر بعض العلماء أن ملك الموت يدخل بيت كل واحد منا ثلاث مرات في اليوم، ينظر في وجه كل واحد من أهل هذا البيت ، فمن كان موعده اليوم يقبض روحه.
وعند ذلك، يبدأ أهل البيت في البكاء والنحيب على الشخص الذي توفي ، فيقف ملك الموت يتحدث إلينا ونحن لا نسمعه وهو يقول « لا تبكون ولا تزعجون فـ والله ما نقصت له عمراً ولا منعت له رزقاً، ومالي من ذنب وإن لي فيكم لعودة ، ثم عودة حتى لا يبقى منكم أحد».
يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله: «لو سمعوا ما يقول لهم لتركوا ميتهم وبكوا على أنفسهم».. فاللهم إننا نسألك حُسن الخاتمة .. واللهم توفنا وأنت راضٍ عنا .. واللهم ارزقنا توبة نصوحة قبل الموت.. واللهم عفوك ورضاك وجنتك برحمتك لا بأعمالنا يا أرحم الراحمين.
هل أنت مستعد؟
هل أنت مستعد للموت؟.. هل اعتبرت مما يحدث حولك.. هل أيقنت أن الدنيا فانية مهما فعلت ستذهب للقاء ربك يومًا ما لا محالة في ذلك.. فلا حيلة في الرزق ولا شفاعة في الموت.. إذ أنه يجب علينا جميعًا أن نعلم أن الموت يأتي بغتة، ولا يدري أحد من الناس متى وأين وكيف سينتهي أجله الذي كتبه الله تعالى.
قال سبحانه: « إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ » (لقمان: 34).
لذا إن كان لأحدهم وصية، فلتكن في تقوى الله، لأنها الباقية، وألأنها الخاتمة الطيبة التي يتمناها كل منا ولكن لن يدركها إلا أصحابها ومن قدموا لها ما يجعلهم يستحقونها.
اقرأ أيضا:
وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟رب ارجعون
هل توقن في نفسك أنه حينما يأتيك ملوت الموت، لن تقول (رب ارجعون)، قال تعالى: «حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ » (المؤمنون: 99، 100).
فإذا كنت مستعد حقًا للموت، اسأل نفسك، فإن كان الأمر لا يخيفك بل وتنتظر لقاء الله، فاعلم أن الله عز وجل ينتظر أيضًا لقائك، لأنه ببساطة من أحب لقاء الله أحب الله عز وجل لقائه لاشك.
ففي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت أن النبي لأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه».