أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

ماذا سيحدث للناس إذا اختفت هذه الفضيلة بينهم؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 26 نوفمبر 2021 - 09:40 ص

هناك بعض الفضائل التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال عنها إنها سر من أسرار المعروف بين الناس، وانتشار البركة، وبدون هذه الفضائل، ينتشر اليأس بين الناس، وتنتشر الرذيلة، فهي الفارق الوحيد بين ما يميز الإنسان وسائر المخلوقات، ألا وهو الإحسان، الذي أمر الشرع الشريف والإسلام الحنيف بتنشئة النفس المؤمنة من خلاله على البر والتقوى والعفة والأمانة والخوف والمراقبة، لأنها هي وحدها الطريقة العملية الممكنة لحل معضلة الشر والانحراف لدى المجتمع المسلم.

وفضيلة الإحسان هي أن تحسن في كل شيء، سواء كان فيما بينك وبين ربك من عبادات وطاعات، أو بينك وبين الناس من معاملات وأخلاق، فالإحسان هو ما يساوي الفطرة السوية، بدون فلسفة، كما بين الإنسان وربه، من الخوف والمراقبة، كلام ليقرر أن حقيقة المسلم العالية، لن تكون فيما ينال من لذته، ولا فيما ينجح من أغراضه، بل هو السمو الروحي الذي يغلب على النفس والأنانية، الأثرة، ليظهر معدن الرحمة والبر، والعفة، والأمانة.

ما هو الإحسان؟


جاء في صحيح مسلم أن جبريل -عليه السلام- جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه، وسأله عن الإحسان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أن تعبد الله، كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك".

وللحديث متن طويل جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم .

 فالإحسان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم هو كمال العبادات، وهو تعبير يحمل في اختصاره حقيقة هائلة، يقوم عليها الإسلام في بنائه، هي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فالخوف ومراقبة الله في كل الأفعال هو أساس كل صلاح، ويعتمد عليها كل الأديان التي دلت على الخير والتوحيد، في تشريعاتها وتوجيهاتها، وبنت عليه أنظمتها بدءا من نظام القضاء، نظام الاقتصاد، نظام السياسة، نظام الأسرة، موقف الفرد من المجتمع، وموقف المجتمع من الفرد، نظام المجتمع بأسره، بل نظام الحياة كلها، تعبد الله كأنك تراه، أي تجعل الله التذي تعبده وتؤمن به أمامك في كل ما تقدم عليه وتفعله.

اقرأ أيضا:

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

جزاء الإحسان


الإحسان كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم، يشير إلى أن العبد، يعبد الله بهذه الصفة وهي استحضار قربه، وأنه بين يديه كأنه يراه، لأنه يوجب الخشية والخوف والهيبة والتعظيم، وبه تفوز بوعد الله: (لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) [يونس:26].

 فالإحسان هو الذي يجعل القاضي يرقب الله كأنه يراه فلا يجوز له أن يضع نزواته وهواه في مكان العدل، الذي يطلبه منه رقيبه ومولاه؛ وهو الذي يُمكِّن للزوج وزوجته أن يتعاشرا بالمعروف وأن يصون كل واحد منهما عرضه في غيبة الآخر، وهو الذي يخلق الحب بين الأخوة، وهو الذي يجعل الإنسان يسعى لكي يعول أسرته، وهو الذي يجعل الأام تحنو علي رضيعها، وهو الذي يجعل الزوج يعطف على زوجته، وهو الذي يجعل الابن بارا بوالديه، وهو الذي يجعل العامل متقنا لعمله، والطالب لدرسه.

والإحسان هو الذي رحم الحيوان حتى في ذبح الذبيحة، وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وليرح ذبيحته" إنه الحرص على إراحة الذبيحة، وهي تساق إلى الموت، وهنا تتجلى رحمة المسلم بالحيوانات العجماوات، التي سخرها الله له، وجعلها في خدمته ومصلحته؛ فالإسلام دين الرحمة، ودين الرأفة، ودين الرفق بالإنسان والحيوان.

ثبت في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجل يمشي في الطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش، مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر، فملأ ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر الله له". قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا ؟! فقال: "في كل كبد رطبة أجر".

وانظر إلى نبي الله يوسف الذي اجتمع له من الدواعي لإتيان الفاحشة الشيء الكثير، فلقد كان شابا وفي الشباب ما فيه، وقد غلقت الأبواب وهي ربة الدار وتعلم بوقت الإمكان وعدم الإمكان، فكان ماذا؟ (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) [يوسف :23] .
وفي الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله" متفق عليه.


الكلمات المفتاحية

ما هو الإحسان؟ جزاء الإحسان ماذا سيحدث للناس إذا اختفى الإحسان بينهم؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled هناك بعض الفضائل التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وقال عنها إنها سر من أسرار المعروف بين الناس، وانتشار البركة، وبدون هذه الفضائل، ينتشر اليأس