ربما يحتاج الإنسان أن يقترض أو يسأل شخصا ما في قضاء حاجته، فظروف الدهر وحوائج الدنيا أكبر من أي شص، لكن هناك آداب ينبغي لصاحب العقل والمروءة أن ينتبه لها ويجعلها من لوازمه في قضاء حاجته:
يقول الإمام أبو حام الدارمي: لا يجب للعاقل أن يتوسل في قضاء حاجته بالعدو ولا بالأحمق ولا بالفاسق ولا بالكذاب.
-ولا يجب أن يجعل حاجتين في حاجة.
- ولا أن يجمع بين سؤال وضرورة تحقيق الطلب.
- ولا يظهر شدة الحرص في اقتضاء حاجته فإن الكريم يكفيه العلم بالحاجة دون المطالبة والاقتضاء.
- وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إذا كان المسئول كريما فإنه إن سئل الحاجة في نادي قومه ولم يكن عنده قضاؤها تشور وخجل.
- وقد قيل: أقرب الأشياء في الدنيا زوالا المال والولاية والتعاهد للصنيعة بالتحفظ عليها أحسن من ابتدائها.
- وقيل: من غرس غراسا فلا يضننّ بالنفقة على تربيته فتذهب النفقة الأولى ضياعا.
- وأما إذا كان المسئول لئيما ودفع المرء إلى مسألته في الحاجة تقع له فإنه إن سأله في مجلسه ومسجده كان ذلك أقضى لحاجته لأن اللئيم لا يقضي الحاجة ديانة ولا مروءة وإنما يقضيها إذا قضاها طلبا للذكر والمحمدة في الناس.
- وقال أحد أبناء القائد الأموي قتيبة بن مسلم الباهلي يدعى سعيد وكان مقربا للخليفة المأمون: خرجت حاجا فمللت المحمل فنزلت أساير الناس.
فقال: أتانا أعرابي فقال لي يا فتى لمن الجمال بما عليها قلت لرجل من باهلة قال يا لله أن يعطى الله باهليا كل ما أرى.
قال: فأعجبني ازدراؤه بهم ومعي صرّة فيها مائة دينار فرميت بها إليه فقال جزاك الله خيرا وافقت مني حاجة فقلت يا أعرابي أيسرك أن تكون الجمال بما عليها لك وأنت من باهلة.
قال الأعرابي: لا قلت أفيسرك أن تكون من أهل الجنة وأنت باهلي قال بشرط أن لا يعلم أهل الجنة أني من باهلة.
فقلت: يا أعرابي الجمال بما عليها لي وأنا من باهلة قال فرمى بالصرة إلي فقلت سبحان الله ذكرت أنها وافقت منك حاجة قال ما يسرني أن القى الله ولباهلي عندي يد فحدثت بها المأمون فجعل يتعجب ويقول ويحك يا سعيد ما كان أصبرك عليه.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟