يدعونا الإسلام إلى أن تكون لدينا القوة في العقيدة والقوة في البدن ، فيقول الرسول الكريم صلى الله عيه وسلم:" المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف"، وقد تحدث أهل العلم عن زيادة الإيمان ونقصانه، فالعبد وفي لحظاتٍ ومواقف معينة يستشعر قربه من الله تعالى وزيادة الإيمان في قلبه، بينما تراه في مواقف أخرى يقلّ إيمانه ويضعف، فالعبادة على سبيل المثال من الأمور التي تزيد الإيمان في القلب، وتحرك مشاعر الخشية والرهبة من الله تعالى، بينما تكون المعاصي والذنوب لها آثارٌ سلبية في إضعاف إيمان الإنسان وإبعاده عن دينه.
وهناك من الوسائل المهمة التي يجب أن يلجأ إليها المسلم حتى يصبح مؤمنًا قويًا منها:
الحرص على العبادات والطاعات:
فالعبادة هي ما شرعه الله تعالى للإنسان من فرائض وأركان وأمره بالحرص عليها مرتباً الأجر على أدائها، ومن تلك العبادات: الصلاة، والصيام، والزكاة وكلّ أمرٍ يتقرّب فيه الإنسان إلى ربه، ويكون أثر هذه العبادات ظاهراً ملموساً في زيادة الإيمان في قلب العبد حينما يستشعر زيادة الخشية في قلبه، وزيادة التقوى عنده.
الحرص على حضور مجالس الذكر والعلم الشرعي:
فمجالس الذكر تحفّها الملائكة بأجنحتها، وتتنزل عليها السكينة من رب العالمين، ومجالس العلم ترفع المؤمن درجاتٍ عند ربه، وتزيد بصيرته، وتعظم خشيته، وتقوي إيمانه بربه، فالعارف بالله تعالى المدرك لأسرار الكون، المطلع على آيات الله تعالى في الكون والآفاق، لا شكّ بأنّ إيمانه يتفوق على الجاهل الذي لا يمتلك أدوات العلم التي تمكنه من فهم وإدراك ما حوله.
ترك المعاصي والآثام وهجرانها:
فالمعصية والذنوب لها آثارٌ سوداء في قلب المسلم حينما تترك فيه نقطاً مظلمةً لا يمحوها إلّا التوبة والاستغفار، وإنّ تلك الذنوب والمعاصي تنقص إيمان العبد وتضعفه، بينما يكون في تركها وهجرانها تقويةٌ للإيمان وتعزيزاً لمشاعر الخشية والتقوى.
الحرص على امتلاك المهارات الإنسانية:
خاصةً تلك التي ترتقي بالإنسان وتجعله مؤمناً قوياً، ففي الحديث النبوي الشريف: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ، وفي كلٍّ خيرٌ)[صحيح مسلم]، وإنّ من مظاهر القوة في حياة المسلم أن يكون قوياً في علمه، ومهنته، ومهاراته الإنسانية التي تجعله قادراً على الإنتاج، والإبداع، والتفاعل الإيجابي مع الناس.
امتلاك القوة في البدن:
فالقوة الجسدية في الإسلام مطلوبة بلا شكّ، فالمؤمن قوي البنية يستطيع خوض المعارك والجهاد في سبيل الله أكثر من المؤمن الضعيف هزيل البنية، كما أنّ المؤمن القوي الذي يمتلك مهارات القتال هو أقدر من غيره على هزيمة خصومه وأعدائه، لذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بأن نُعدّ لأعدائنا ما استطعنا من قوةٍ بدنيةٍ وماديةٍ لنرهب أعداء الله والإنسانية.
اقرأ أيضا:
وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟العلماء في "إسلام ويب" قالوا: لتقوية الإيمان تحتاج إلى أمرين: التخلية والتحلية.
نعني بالتخلية: الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وعليه فيجب عليك ابتداء أن تحصر معاصيك، وأن تجتهد في ترك المعاصي. ثم تأتي التحلية وهي تقوية الإيمان، ويكون على محورين:
المحور الأول: العلم.
المحور الثاني: السلوك.
العلم يمهد الطريق السوي للعمل الصحيح، ويمكنك أن تبدأ بكتاب بسيط ككتاب الشيخ أبي بكر الجزائري منهاج المسلم، على أن تكون تلك هي البداية، ونستحب لك أن يكون تدارسه مع شيخ لك حتي يسهل عليك الغوامض منه.
ثانيا: السلوك ونعني به تطبيق ما تعلمت والالتزام بالفرائض والسنن، وأن يكون لك مع الله حال، ونستحب لك وأنت سائر إلى الله أن يكون وفق صحبة صالحة تقويك إذا ضعفت، وتدفعك إذا تكاسلت، فالذئب يأكل من الغنم القاصية (أي البعيدة وليست من القطيع).
يقويك كذلك وأنت على الطريق كثرة ذكر الموت، وتذكر الوقوف بين يدي الله تعالى، وكثرة محاسبة النفس، والبدار بالتوبة إذا ضعفت نفسك، كما ننصحك بقراءة سير الصالحين، وأفضل ما تقرأ فيه: صفة الصفوة وسير أعلام النبلاء.
تذكر دائما في كل عمل أنك محاسب عليه، وأن الحساب قريب جدا. قال الحسن البصري لرجل بعد انقضاء جنازة: إن خرج هذا الرجل من قبره فماذا يتمنى؟ قال: يتمنى لو يصلي ركعتين، فقال الحسن البصري: إن لم يكن هو فكن أنت. تقوم من الفراش وتقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، ثم لا تتوب؟.
اقرأ أيضا:
يا من تركتم العمل في أيام الله المباركة.. مازالت أبواب الخير مفتوحةاقرأ أيضا:
هل هناك فرق بين الذبح والنحر؟ وماذا نقول عند ذبح الأضحية؟