جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا إذا أنا عملته أحبّني الله وأحبّني الناس فقال: ازهد في الدنيا يحبّك الله وازهد فيما في أيدي الناس يحبّك الناس.
فالواجب على العاقل ترك الطمع إلى الناس كافة وذلكبالإياس عنهم إذ الطمع فيما لا يشك في وجوده فقر حاضر فكيف بما أنت شاك في وجوده أو عدمه.
فوائد وعبر:
1-قال أحد الحكماء واعظا ابنه: يا بني أظهر اليأس فإنه غنى وإياك والطمع فإنه فقر حاضر.
2- وذكر الإمام المروزي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول سمعت ابن السماك الواعظ يقول : الرجاء حبل في قلبك وقيد في رجلك، فأخرج الرجاء من قلبك ينفك القيد من رجلك.
3- ومن فوائد ومواعظ الإمام أبو حاتم الدارمي رحمه:
-أشرف المنى ترك الطمع إلى الناس إذ لا غنى لذي طمع وتارك الطمع يجمع به غاية الشرف فطوبى لمن كان شعار قلبه الورع ولم يعم بصره الطمع.
- من أحب أن يكون حرا فلا يهوى ما ليس له لأن الطمع فقر كما أن اليأس غنى ومن طمع ذل وخضع كما أن من قنع عف واستغنى.
- الطمع غدة من قلب المرء له طرفان أحدهما القيد في رجليه والآخر الطبع على لسانه فما دامت العقدة قائمة لا تنفك رجلاه ولا ينطق لسانه فإذا أخرج الطمع من قلبه انفك القيد من رجليه وزال الطبع عن لسانه فسعى إلى ما شاء وقال ما أحب.
- دواء زوال الطمع عن القلب هو رؤية الأشياء من مكونها بدوام الخلوة وترك الناس.
- العاقل يجتنب الطمع إلى الأصدقاء فإنه مذلة ويلزم اليأس عن الأعداء فإنه منجاة وتركه مهلكة والإياس هو بذر الراحة والعز كما أن الطمع هو بذر بالتعب والذل فكم من طامع تعب وذل ولم ينل بغيته وكم من آيس استراح وتعزز وقد أتاه ما أمّل وما لم يأمل.
اقرأ أيضا:
هذه الآية شقت على الصحابة.. فبماذا طمأنهم رسول الله؟