أي من أراد أن يحمي نفسه من أي عدو مهما كان، وأن يحفظ ماله، وألا يسهر الليالي في بؤس ورعب وقلق، عليه أن يتتبع سنة نبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يمنحنا النجاة كلها، وراحة البال ونعيمها، وزيادة الرزق وبركته في جملة واحدة.
عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من أحب، فمن ضن بالمال أن ينفقه، وخاف العدو أن يجاهده، وهاب الليل أن يكابده، فليكثر من قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».
فضل عظيم
كثير من المسلمين، يعلمون بأهمية ترديد سبحان الله، لكن كثير منهم يغفل عنها كثيرًا رغم فضلها الذي لا يواجهه أي فضل.
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول " سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه " . قالت فقلت : يا رسول الله ! أراك تكثر من قول " سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه ؟ " فقال « خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي . فإذا رأيتها أكثرت من قول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه . فقد رأيتها . إذا جاء نصر الله والفتح . وهي فتح مكة . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا . فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا».
الأعجب من ذلك أن الجملة هي الأخف على اللسان، ولا تأخذ وقتًا وليست بحاجة إلى أي مجهود، وإنما بحاجة فقط في اليقين عز وجل، إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم».
عبارات من ذهب
قد تكون الكلمات بوزن الذهب، لكن لا يدري كثير من الناس ذلك، ولاشك أن سبحان الله وبحمده، من أعظم الكلمات ثقلا في الميزان، وبالتالي فهي أهم من الذهب.
في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته».